قال عبد الله أمين الخبير الأمني والاستراتيجي إن الاحتلال يخشى من انتقال شرارة المقاومة، وتحول مركز ثقلها من شمال الضفة – نابلس، جنين، طولكرم – إلى جنوبها، حيث محافظة الخليل وأقضيتها.
وبين أن العدو في حالة قلق بسبب طبيعة الخليل من حيث مساحتها، وطبوغرافية أرضها، وديموغرافية أهلها، وانفتاحها على جغرافيات مجاورة تُعيق محاصرتها، وقربها من مناطق جغرافية تحوي أصولاً استراتيجية مهمة للعدو.
وذكر أمين في مقال مفصل حمل عنوان "الدليل لقيام الخليل" أهم الأسباب التي تجعل الخليل تتفوق على الاحتلال مبينا أن أول عناصر القوة التي تتمتع بها الخليل هي الميزة الأخلاقية حيث بدأ بعض أصدقاء هذا المحتل يرون فيه عبئاً عليهم، فيما ترانا كثير من دول العالم شعباً محتلة أرضه، معتدىً عليه، يملك وفقاً لكل الشرائع السماوية والأرضية حق الدفاع عن نفسه، ومقاومة عدوه.
ورأى الكاتب أنه من الضروري استثمار هذه “الميزة الأخلاقية” في الصراع مع العدو ، مشيرا إلى أن ثاني عناصر القوة هو الحضانة الشعبية لمقاومة في مدينة الخليل حيث لم يقصروا يوماً في دعمهم للمقاومة، ولم يبخلوا عليها بغالٍ أو نفيس، وهم قدموا ويقدمون لها كل سبل الاستمرار والنمو والحماية.
أما ثالث عناصر القوة من وجهة نظر الكاتب فهي الطبوغرافية الأرضية التي تشكل تحدياً جدياً يقلق أي قائد عسكري يريد العمل فيها.
ويبين أمين أن البنية التنظيمية في المحافظة من عناصر القوة حيث أن خلف كل تنظيم أو حركة (ماكينة) تفريخ وإنتاج ودعم، ترفد هذه التشكيلات بكل ما تريد من عناصر بشرية، وتؤمن لها ما تعوز من متطلبات مادية، وتعوض لها ما تخسره أو تفقده من قدرات وإمكانيات.
ولفت إلى أن آخر عناصر القوة هي توفر السلاح والأدوات، مبينا أن أي عمل عسكري إجمالاً يمكن أن يختصر بثلاث كلمات: ”أهداف، أدوات، طرق عمل“، وهنا لسنا بحاجة إلى كثير عناء لندلل أو نستشهد على توفر هذه العناصر الثلاثة، وبغزارة في الخليل.
وحول نقاط ضعف الاحتلال قال أمين في مقالة إن عدم كفاية القدرات القتالية أهم نقاط الضعف حيث إن تركيب القوات المسلحة لهذا الكيان المؤقت، قائمة على نظام الاحتياط؛ فعمدة قوته من عناصر الاحتياط، الأمر الذي يعني أن تشكيلاته النظامية العاملة لا يمكن أن تكفي لجميع التهديدات التي تحيق به.
وأضاف: "لكي يسيطر على جغرافيا محافظة الخليل، فإن عليه أن يحول مركز ثقل المقاومة لها، ما يعني سحب تشكيلات من مناطق عمل أخرى في الضفة الغربية، وبالتالي فإن المقاومة سيخف الضغط عنها في المناطق التي انسحب منها، وستتطور وتتعاظم، وفي هذا الأمر مصلحة محققة.
أما ثاني نقاط الضعف فيشير إلى انخفاض الروح المعنوية فيكفي أن ننظر إلى حالات أو محاولات الانتحار السنوية في هذا الجيش لنعرف مقدار تردي روحهم المعنوية، كما يمكن اعتبار تزايد طلبات أهالي الجنود على عدم التحاق أبنائهم في الوحدات القتالية كدليل على انخفاض الروح المعنوية.
وتعد الخلافات الداخلية من نقاط ضعف العدو المزمنة – وإن تبدت مؤخراً – نتيجة تشكل كيانه المؤقت من فسيفساء غير متجانسة، لا يكاد يجمعهم جامع، مبينا أن آخر نقاط الضعف هي
شكوك الحلفاء والأصدقاء بجدوى العلاقة مع الاحتلال حيث إن هذا التغيير هو عامل تآكل يؤثر في بنية هذا الكيان المؤقت.