في حادثة ليست الأولى، أقدمت عصابات مسلحة على إطلاق النار وإصابة عضو المجلس البلدي في مدينة الخليل، عبد الكريم فراح وإحراق سيارته.
ولعل الغريب في الأمر أن السلطة لم تبعث بجنودها للتحقيق في محاولة اغتيال فراح، ولم تصل مكان عملية الاغتيال ما يؤكد وقوفها خلف الحدث.
وتأتي حادثة اغتيال فراح، للتأكيد على أن السلطة تعمل لخدمة أجندات الاحتلال وإشغال شعبنا، بما يحرف البوصلة في وقت يخوض فيه معركة مفتوحة من أجل القدس والأقصى.
وأمام ما يحدث تظهر التساؤلات، لمصلحة من يتم إشغال الخليل في عمليات إطلاق نار تهدد سلمية المجتمع، فهل تخاف السلطة من ثورة أهلها ضد الاحتلال؟
اخماد الأصوات
النائب عن مدينة الخليل، نايف الرجوب، أكد أن السلطة لا تريد التعددية في البلديات ولا يروق لها أي صوت معارض ينتقد الوضع القائم.
وقال الرجوب في حديث لـ (الرسالة نت): "هي تضغط عليهم عبر تهديد حياتهم حتى يقدموا استقالتهم ويجري تعيين أشخاص يتماهون مع السلطة".
وأوضح أن هذه ليست الحادثة الأولى ولم تحاسب السلطة مسبقا على مثل هذه الحوادث، "لأنها هي من ترسل عصاباتها لفعل ذلك ولن تكون الأخيرة لأنه لا حسيب ولا رقيب".
وشدد على ضرورة أن يكون هناك وقفة جادة من عشائر وأهل الخليل، لمنع تكرار مثل هذه الأحداث التي تريد إشعال الفتنة في المدينة.
وخلال الشهور الأخيرة، تعمّدت السلطة حرف الأنظار عن المسجد الأقصى ومقاومة الاحتلال بحملة من الإجراءات، آخرها إطلاق النار على عضو مجلس بلدية الخليل عبد الكريم فراح.
كما أطلقت النار تجاه سيارة الدكتورة أسماء الشرباتي نائب رئيس بلدية الخليل، واعتقلت الأسرى المحررين والمقاومين في مدن الضفة.
وقبل أيام سلمت قائد "عرين الأسود"، خالد طبيلة للاحتلال، بجانب حملة تشويه مدفوعة شنتها ضد المقاومين في جنين ونابلس.
المختصة في الشأن السياسي، سمر حمد، أكدت أن تدهور الأوضاع الأمنية يزيد من حالة الاحتقان في بعض محافظات الضفة المحتلة، وهو ما قد يدفع إلى حالة من الأزمة الاجتماعية.
وقالت حمد في حديث لـ "الرسالة نت": "لم نعد نتفاجأ بما يحدث من محاولات اغتيال في مدن الضفة، والتي تعود لأسباب سياسية، وفي ظل صمت حكومي مطبق".
وأضافت: "حالة الفلتان الجارية والتي ينتهجها متنفذون في السلطة تتطلع لحرف البوصلة عن المسجد الأقصى، وحالة التهويد التي تجري في مدينة القدس، وكذلك تنامي حالة المقاومة".
وشددت حمد على ضرورة أن يقف الجميع عند مسؤولياته لعدم اتساع رقعة المشاكل، مع تقديم الفاعلين للمحاسبة، مستغربة حالة التجاهل لما حدث مع عضو المجلس البلدي فرّاح، من الإعلام الحكومي.
وفي تصريح صحفي، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة، إن الأحداث المؤسفة الجارية في الخليل تدفع بالمدينة إلى مربع الفلتان والفوضى، مؤكدًا أنها محاولة انقلاب على نتائج الانتخابات المحلية التي أفرزت هيئة المجلس المحلي الحالي.
ووصف أبو اسنينة الاعتداءات المتكررة على أعضاء المجلس البلدي، بأنها "خطيرة"، موضحًا أن المعتدين هيئوا الأجواء قبل المباشرة بأفعالهم، عبر التحريض المستمر على المجلس بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأضاف: "مرحلة التحريض على المجلس البلدي توّجت بانسحاب كتلة فتح منه، وهذا دفع لتوتير الأجواء، ورفعها لهذا المستوى من الفوضى"، مشددًا على أنّ اندلاع أحداث كهذه "أمر خطير ومستهجن ومستنكر ومرفوض".