طرابلس- الرسالة نت
تهدد موجه التظاهرات القادمة من الشرق الليبي حكم الزعيم معمر القذافي المتربع على عرش الجماهيرية منذ ثلاثة وأربعين عاماً.
ويقول مراقبون للأوضاع في ليبيا ان الوضع مختلف عن مصر لان القذافي يملك سيولة نقدية نفطية للتغلب على المشكلات الاجتماعية. كما ان القذافي لايزال يحظى باحترام في معظم البلاد.
وذكرت شركة امريكية تراقب حركة الانترنت ان خدمة الانترنت قطعت في ليبيا مع تصعيد المحتجين لتظاهراتهم ضد الزعيم معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة.
وذكرت شركة اربور نتووركس التي تتخذ من ماساتشوستس مقرا ان بيانات تم جمعها من 30 مزود انترنت حول العالم اظهرت ان امكانية استخدام الانترنت من والى ليبيا قطعت مساء أمس السبت.واظهرت البيانات ايضا انقطاعين جزئيين في الخدمة في وقت سابق من اليوم.
ولم يتضح اذا ما كانت الخدمة ما تزال غير متاحة.
وقال شاهد ان عشرات المحتجين قتلوا في اشتباكات مع قوات الامن الليبية في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا يوم السبت في اسوأ اضطراب يشهده حكم القذافي المستمر منذ اربعة عقود.
واستخدم محتجون مناهضون للحكومة الانترنت في الاسابيع الاخيرة في شمال افريقيا والشرق الاوسط للمساعدة في تنسيق تظاهراتهم.وقطعت السلطات المصرية خدمة الانترنت لأيام قليلة خلال ثورة نجحت بالإطاحة بحسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة.
وقتلت القوات الليبية عشرات المحتجين في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا في احدث اعمال عنف تهدد سلطة الزعيم القذافي مع مناشدة علماء مسلمين ليبيين وقف العدد المتزايد من القتلى.
وقبل احدث تقارير عن القتلى ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش ان 84 شخصا قتلوا خلال ثلاثة ايام في حملة امنية شرسة شنت ردا على احتجاجات مناهضة للحكومة تحاول محاكاة الانتفاضتين في تونس ومصر المجاورتين لليبيا.
وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية اليوم الاحد ان عدد الجثث في بنغازي ربما وصل الى 200 .وقال شاهد لقناة الجزيرة "عشرات قتلوا ..ليس 15 وانما عشرات. اننا وسط مذبحة هنا."
وقال الرجل انه ساعد في نقل الضحايا الى مستشفى في بنغازي ثاني اكبر مدن ليبيا.
وذكرت القناة يوم الاحد ان بعض رجال الامن الذين احتجزهم المحتجون مرتزقة اجانب على ما يبدو. وقالت القناة في وقت سابق ان قوات الامن اطلقت النار على مشيعي جنازة مما ادى الى سقوط 15 قتيلا.
ويصعب التأكد من صحة روايات الشهود من جهة مستقلة لان السلطات الليبية لا تسمح بدخول الصحفيين الاجانب الى البلاد منذ تفجر الاحتجاجات ضد القذافي ومنع الصحفيون المحليون من السفر الى بنغازي.
وكثيرا ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة كما قطعت خدمة الانترنت في ليبيا وذلك حسبما ذكرت شركة امريكية تراقب حركة الانترنت.
وقال السير ريتشارد دالتون الذي كان سفيرا لبريطانيا في ليبيا للصحيفة "سيجد القذافي ان من الصعب تقديم تنازلات من اجل البقاء. اعتقد ان موقف النظام الليبي هو كل شيء او لا شيء."
ودفع هذا القمع الدامي نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا الى اصدار نداء ارسل الى رويترز لقوات الامن بوقف عمليات القتل كمسلمين.
وقال النداء ان هذا نداء عاجل من علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى اخرى بالمنطقة الغربية.واضاف العلماء انهم يناشدون جميع المسلمين سواء داخل النظام او يقومون بمساعدته بأي شكل ادراك بان الله ورسوله يحرمان قتل النفس البريئة فلا تقتلوا اخوانكم واخواتكم واوقفوا هذه المذبحة الان.
وقال احد سكان بنغازي ان تواجد قوات الامن قاصر على مجمع يطلق منه القناصة النار على المحتجين.ولم تنشر الحكومة اي ارقام بشأن الضحايا ولم تصدر تعليق رسمي بشأن اعمال العنف.
وتتركز اعمال العنف بشكل كبير حول بنغازي الواقعة على بعد الف كيلومتر شرقي العاصمة حيث التأييد للقذافي اضعف بشكل تقليدي من بقية البلاد. ولا يوجد ما يشير الى وجود ثورة في شتى انحاء ليبيا.
وذكرت صحيفة تسيطر عليها الدولة ان اعمال العنف جزء من الخطط والمؤامرات القذرة التي تدبرها امريكا والصهيونية والخونة الغربيون.
وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد للساعدي القذافي نجل القذافي الذي عين في الاسبوع الماضي مسؤولا عن بنغازي وهو يقوم بجولة في الميدان الاخضر. وقام بتحيته نحو الف شخص معظمهم من مشجعي ناديي كرة القدم الرئيسيين في العاصمة وهما الاهلي والاتحاد .