الرسالة نت - لميس الهمص
لم يكن علاء الدين موسى يعلم أن ذهابه للمسجد مع صغيره آدم ذي الثلاثة أعوام سيكون الأخير،بفعل حادث ارتطام سيارتين، أود بحياتهما فيما يشبه مسلسل رعب تستمر حلقاته في قطاع غزة.
وفقدت عائلة موسى القاطنة في محافظة رفح، أثنين من أبناءها أثناء عودتهما من المسجد في يناير الماضي،حين كنا يسيران على الرصيف، فانحرفت نحوهما سيارة أجرة مسرعة نتيجة اصطدامها بسيارة أخرى، الأمر الذي أدى لارتقاء الطفل على الفور، فيما لحقه والده بعد نصف ساعة من محاولة انعاشه.
وكلمة "دمار" هو أقل وصف استطاع أن يعبر به أحمد موسى أبن شقيق الفقيد علاء، لما حل بالعائلة من مأساة بفعل الحادث المؤلم.
وقال أحمد: "إن ما حل بالعائلة المكونة من ستة أفراد (أربع أولاد وبنتين)، لهو دمار بالفعل.. لك أن تتخيل كيف لأسرة أن تفقد معيلها وأحد من أطفالها في غمضة عين".
واختز أحمد المأساة لـ"الرسالة نت" بكلمات قليلة، لأنه لا يرغب في نك الجراح التي لم تندمل بعد، قائلا:"حاله من الحزن والآسي خيمت على العائلة المكلومة توفي أب وابنه بسبب تهور سائق لا يملك رخصة قيادة ولا ترخيص أو تأمين".
صرخات ألم تضاف إلى جملة مآسي واقع قطاع غزة المرير، بسب حوادث الطرقات التي تكرر بشكل يومي بسبب "الإهمال وضعف الرقابة" كما يصفق أهالي الضحايا ومسؤولين.
حوادث مفجعة
ومؤخرا تعرضت الطفلة سجى أبو غوش أربع سنوات لحادث مروري مروع أودى بحياتها بعدما تفتت رأسها الغض تحت عجلات شاحنة كانت تمر في منطقة "السنافور" شرق مدينة غزة.
وسرق الموت حياة الطفلة سجى في السابع من الشهر الحالي، حينما لحقت بوالدتها أثناء خروجها من المنزل، ولما طأطأت رأسها لتلتقط حبة برتقال سقطت من يدها على الطريق، فإذ بعجلات الشاحنة تستقر على رأس الطفلة.
وعلى أثر الحادث المروع سيطرت حالة من الهستريا على والدة الفتاة، دخلت على آثرها المستشفى.
ويأتي حادث دهس آدم ووالده بعد مرور نحو شهر على حادثة مفجعة ألمّت بعائلة الآغا في مدينة خان يونس، والتي فقدت أثنين من أفرادها بحادثي سير مروع وقع على شارع صلاح الدين حين كان طفليها ماهر ومحمد متجهان إلى المدرسة سيرا على الإقدام، فتجاوزت إحدى السيارات الطريق بشكل خاطئ واصطدمت بهما فارتقيا على الفور وأصيب 3 آخرين من نفس العائلة بجراح.
وكانت وزارة النقل والمواصلات أعلنت عن تبنيها عام 2011 عاماً للأمان المروري، وذلك استكمالاً لجهوها فيما يتعلق بمكافحة الحوادث المرورية وخلق بيئة مواصلات آمنة وعصرية.
وأكد د.م أسامة العيسوي وزير النقل والمواصلات أن قرار تبني عام 2011 عاماً للأمان المروري، يأتي في سياق الرسالة الهامة التي تتبناها الحكومة الفلسطينية تجاه تحسين وتنظيم الحركة المرورية في المجتمع الفلسطيني.
ويأتي تبنى عام 2011 عام الأمان المروري للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لكافة لمستخدمي الطريق وخاصة السائقين، حيث تعمل الإدارات العامة بالوزارة على إيجاد وسائل مبتكرة للعمل على تعزيز الوعي المروري وتخفيض معدل الحوادث والمخالفات المرورية.
كما أن الوزارة أعدت برنامج عمل سنوي يشمل أنشطة متنوعة سوف يتم تنفيذها وفق مراحل البرنامج بما يؤدي لتجسيد الشعار واقعاً يلمسه الجمهور الفلسطيني.
وقال العيسوي :"بعد استقرار وتطور العمل الخدمي خلال الأعوام الماضية تتجه الوزارة ليكون العام 2011 ذو طابع حضاري يعكس مدى التطور الذي وصلت إليه وزارة النقل والمواصلات وذلك بتعزيز العلاقة الايجابية والتعاونية بين رجل المرور والسائق وكافة مستخدمي الطريق وفق برنامج الوزارة التوعوي بما يوجه سلوك مستخدمي الطريق وفق الثقافة المرورية التي تسعى الوزارة لتعزيزها".
عدد كبير
من ناحيته أفاد الرائد فهد حرب مدير قسم الحوادث في شرطة المرور أن عدد وفيات الحوادث منذ بداية 2011م بلغت عشرةأشخاص،وعدد الإصابات بلغ أربعين إصابة منها ست حالات خطيرة .
وأشار حرب إلى أن عدد الحوادث في عام 2010 وصل إلى ألف وخمسمائة حادث أصيب فيهم مائة وستة وسبعون بجراح خطيرة ، بينما توفيت مائة وثلاثة وعشرون حالة منها ثمانية وثلاثون بسبب الدرجات النارية.
ونوه إلى أن 50% من إصابات حوادث الطرق لا تسجل حوادث طرق بحيث يتم إدخالهم إلى المستشفى على أساس أنهم حالات عادية لعدة أسباب احدهما التهرب من المستحقات المالية والشرطة أو نتيجة التصالح بين الطرفين.
واتهم حرب إدارة المرور ووزارة النقل والمواصلات بالتقصير في تفتيش السيارات والتأكد من صلاحيتها للسير على الطريق، موضحا أنعدد غير قليل من السيارات المتهالكة رخصت كعمومي داخلي من قبل وزارة المواصلات وهي غير صالحة للسير على الطرقات .
وذكر أن السبب الرئيسي في الحوادث يقع على عاتق السائقين كنتيجة للسرعة الزائدة، أو الوضع الميكانيكي للمركبة، مشيرا إلى أن الطريق ممكن أن تتدخل، موضحاً أن أولياء الأمور يقع على عاتقهم ملامة بسيطة من حيث السماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 أعوام بالخروج من المنزل بمفردهم.
ولفت حرب إلى ضرورة التصرف بشكل صارع مع الدراجات النارية التي تتسبب في الكثير من الحوادث المرورية.
وتبقى الحوادث المرورية سبب في فقدان العديد من العائلات معيلها ، بالإضافة إلى تيتم العشرات علاوة على إصابة الكثير من الحالات بالشلل والعلل الدائمة لذا يحتاج هذا النزيف للأرواح لعلاج حتى لو كان مؤلما .