«أيام الغضب» ذكرى انتصار الدم والشهادة

غزة- الرسالة نت

تمرّ الأعوام، وتبقى ذكريات الصمود تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، ويتلقفها الصغار قبل الكبار، يرون رحلة الدم الذي هزم السيف، ذاك الدم الذي سطر ملحمة من ملاحم الصمود والبطولة.
تحل في هذه الأيام ذكرى معركة تفوق فيها العدو فيها عدة وعتادا، وفي المقابل سطر المجاهدون ملاحم بطولية، أقضوا بها مضاجع العدو، ليصنعوا بإيمانهم ووحدتهم ووجدانهم روح المقاتل العتيد، فكانت تنهار أحلام العدو باقتحام هذه البقعة الصغيرة على أعتابها.

سبعة عشر يوما

شكّلت معركة أيام الغضب حلقة من أهم حلقات بطولات شعبنا، حيث واجهت ثلة من الأبطال ترسانة الاحتلال المعززة بمروحيات وطائرات حربية واستطلاع وتقنيات حديثة، ولم يملك المجاهدون لحظتها إلا البندقية وقلب المؤمن النقي، وبضع عبوات مصنعة يدوية وقليل من القذائف مع صوت القائد نزار ريان وكلماته الإيمانية، فلم يكن الشيخ يترك نقطة رباط متقدم إلا وتواجد مشجعًا ومشاركًا لرجالها.
أيام معدودة انهارت فيها أساطير السلاح، وذابت كل الأهداف والأحلام، لينتفض في كل مرة أهل الحق والإيمان، يعلمون الجيش الذي لا يقهر أن النصر لا يأتي فقط من فوهة البنادق، بل إن النصر تصنعه الرجال بصبرها وعزمها وإيمانها، وبقضيتهم التي يدافعون عنها.
أيام أرادها الاحتلال ندما فتحولت لكتلة غضب، استمرت في الصعود نحو معارك أخرى، فكانت الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول وصولًا إلى سيف القدس، وما زالت تكبر وتستعد، فأيام الغضب النواة الأولى للمعارك المفتوحة مع الاحتلال، ومعركة البداية التي غيرت المعادلات وأسست لمرحلة جديدة في الصراع مع العدو.
صمود وثبات شباب القسام وشجاعة القادة في هذه المعركة هيأت البيئة والأرضية وأسست لمرحلة جديدة أصبح فيها الهجوم خير وسيلة للدفاع، وواجهت فيها البندقية دبابات العدو وانتصرت عليها.
وعقدت كتائب القسام في مسجد «النور» شمال قطاع غزة مؤتمراً صحفياً أثناء معركة «أيام الغضب» رداً على حملة «أيام الندم» الصهيونية، أعلن خلاله الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن العديد من العمليات التي استهدفت العدو وكبدته خسائر في جنوده وآلياته.

أبرز العمليات 

* بتاريخ 29/9/2004 قتل صهيونيان وأصيب 23 آخرين بجراح مختلفة جراء سقوط صاروخ من طراز "قسام" في مغتصبة "سديروت" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
* بتاريخ 30/9/2004 تمكن الاستشهاديان "أسامة برش" و"عبد الحي النجار" من اقتحام الموقع العسكري شرق معسكر جباليا، حيث قاما بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة عدد آخر.
* بتاريخ 30/9/2004 تمكن الاستشهاديان "مصعب جمعة" و"حسام غبن" من اقتحام مغتصبة "نسانيت" سابقا، حيث قاما بإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية مما أسفر عن مقتل 4مغتصبين وجرح 3 آخرين.
* بتاريخ 4/10/2004م تفجير عبوة أرضية بدورية مشاة صهيونية (كوماندوز) في مخيم جباليا.
* بتاريخ 4/10/2004م تفجير ثلاث عبوات أرضية موجهة ومضادة للأفراد في ذات الدورية حيث كانت تتقدم دورية المشاة التي تقدر بخمسين جنديا دبابة صهيونية.
وتواصل المقاومة طريقها المقدس للثأر من العدو الصهيوني والرد على جرائمه وصولاً إلى معركة التحرير، وتظهر مسارا جديدا من مراكمة القوة والإعداد؛ لتحقيق توازن الردع، ومن خلفها شعبنا الفلسطيني وتضحياته التي قدمها وما زال في سبيل استرجاع حقوقه.

البث المباشر