قائمة الموقع

عيد العرش.. طقوس توراتية ودعوات مقدسية للمواجهة

2023-09-30T11:12:00+03:00
الرسالة نت- خاص

تتصادف هذه الأيام مع عيد عيد العرش أو المظلات (سوكوت) اليهودي والذي يأتي بنفس الشهر بعد عيد الغفران، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات خلال ضياعهم في سيناء، ونزول المن والسلوى، ويعتبر هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة.

ويمتد العيد لثمانية أيام تبدأ من 30 سبتمبر وحتى السادس من أكتوبر، وتتلخص طقوس اليهود خلال العيد ببناء خيمة أو سقيفة من سعف النخل أو غيرها، ويمنع الأكل خارجها، كما يضيء اليهود الشمعدان والأنوار على وقع أدعية خاصة.

ويقدم اليهود خلال العيد قرابين نباتية وهي الأترج، والصفصاف، وسعف النخل، والآس، ويحملونها معهم أثناء توجههم للصلاة، ليصل سعر ثمرة الأترج (تشبه الليمون) الخاصة بالحاخام إلى نحو 7 آلاف دولار.

ويعتقد بعض اليهود أن السماء إذا أمطرت خلال العيد فإن الله ساخط عليهم، لأنهم يضطرون إلى مغادرة العرائش والخيم عند المطر.

ويعتبر اليهود أن أهم أيام عيد العرش هو الذي يمثل بداية الأيام الوسطية، وهي أيام حج جماعي تأمر بها التوراة، ويحظى بميزة إذا كان بعد سنة (شميتاه) التي تأتي كل 7 سنوات، ويمنع اليهودي خلالها من زراعة الأرض لمدة سنة كاملة، ويقتصر المنع على أراضي فلسطين التاريخية فقط.

اقتحامات متزايدة

وقال الكاتب (الإسرائيلي) ألون حمخون في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن ما تسمى مديرية إدارة “جبل الهيكل” تستعد لاستقبال آلاف المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى في عيد (السوكوت)، وتشير المعطيات إلى قفزة حادة في عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي في (رأس السنة العبرية) و(يوم الغفران)، وتشير المعطيات إلى ما هو متوقع في المسجد الأقصى خلال “عيد العرش”، وتعزيز جهود الاستعداد لاستقبال آلاف المقتحمين من المستوطنين للمسجد الأقصى.

وأضاف حخمون أن الزيادة الحادة في عدد المقتحمين للمسجد الأقصى هي نتيجة للسنة الهادئة في المسجد، بعد أن قامت شرطة العدو بإبعاد العشرات من المسلمين من المسجد خلال الأعياد، مقارنة بالعام السابق الذي كان مليئًا بالمواجهات التي أقامها الشبان الفلسطينيون في المسجد وحوله.

وأشار إلى أن شرطة العدو تستعد بقوات متزايدة لتأمين المقتحمين والسماح لمجموعات عديدة بالاقتحام في الوقت نفسه، ولهذا الغرض، تكون عمليات الاقتحام في أيام الأعياد أسرع، وأحيانًا بدون توقف، للسماح بدخول العديد من المجموعات مع الحد الأدنى من الانتظار عند المدخل.

دعوات للرباط

في المقابل، تواصلت الدعوات المقدسية للرباط والحشد الكبير عند أبواب الأقصى، وخاصة باب القطانين، إضافة إلى ضرورة الصدح بأصوات التكبير في وجه المستوطنين المتطرفين، ومحاولة وقف انتهاكاتهم بحق المقدسات الإسلامية.

وأكدت الدعوات على أهمية شد الرحال نحو الأقصى، للتصدي لاقتحام المستوطنين يومي الأحد والاثنين، فيما يسمى "عيد العرش العبري".

وأدى نحو 40 ألف مصلٍ أمس، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم تشديدات الاحتلال، وقال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن "إجراءات الاحتلال العدوانية خصوصا خلال الأعياد اليهودية في المسجد الأقصى لن تكسبه أي حق أو شرعية فيه، ونستنكر العدوان على مقبرة باب الرحمة".

يقول زياد ابحيص المختص في الشأن المقدسي إن الاحتلال يحاول تكريس فكرة أن المسجد الأقصى مركز العبادة التوراتية بالتقديم الفعلي للقرابين النباتية، مشيرا إلى أن ما يشجع على ممارسة المستوطنين المتطرفين لتلك الطقوس الدينية والاجتماعية، هي "جماعات الهيكل" التي تعتبر الأقصى "مكانا يهوديّا مقدسا وهيكلا قائمًا" رغم هويته الإسلامية.

وذكر ابحيص أن من أهداف الجماعات المتطرفة زيادة عدد المقتحمين للأقصى وقت الأعياد وتكريس الحضور الكثيف على حساب المقدسيين المسلمين.

ولفت إلى أنه مع ختام العرش العبري يجري استعراض هيمنة شرطة الاحتلال على الأقصى باعتبارها هي سلطة إدارته مقابل تهميش حضور الإدارة الإسلامية متمثلة بالأوقاف الأردنية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك حملة ممنهَجة من قبل المؤسسة (الإسرائيلية) الرسمية، المدعومة بقطعان المستوطنين الذين ينتمي بعضهم إلى ما يُسمّى بالتيار الديني الوطني، على المسجد الأقصى، بهدف خلق واقع جديد يتمثل بتقاسم المسجد مع المسلمين.

ومن أبرز وأخطر الجماعات الداعمة للاقتحام بشكل مستمر: أمناء جبل الهيكل، ونساء من أجل الهيكل، وحرّاس الهيكل، وعصبة الدفاع اليهودية "كاخ" والحركة من أجل بناء الهيكل.

أما عن أبرز المواجهات التي حدثت وقت عيد الغفران كانت مجزرة الأقصى في الثامن من أكتوبر 1990 حينما حاولت جماعة "أمناء جبل المعبد" وضع حجر الأساس للمعبد المزعوم في الأقصى في "عيد العرش"، وكذلك انتفاضة السكاكين في الثالث من أكتوبر 2015 بعد محاولة سلطات الاحتلال فرض التقسيم الزماني التام واغلاق الأقصى في وجه المسلمين في موسم الأعياد الطويل بأكمله بدءا من الثالث عشر من سبتمبر 2015.

اخبار ذات صلة