بملامح شيخ خرج الأسير الشاب باسل عيايدة 27 عاما من سجون الاحتلال بعد أسر دام 11 عاما، قضى نصفها في زنازين العزل الانفرادي تحت التعذيب.
الطفل الذي اعتقله الاحتلال في عمر 15 خرج أمس الجمعة بشعر ولحية كثيفتين وهو فاقدا للذاكرة، فيما لم يتمكن من التعرف على أيا ن أفراد أسرته التي تقطن في بلدة الشيوخ في مدينة الخليل.
وتداول نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر الفرق في شكل الأسير ما قبل الاعتقال وبعده، معتبرين أن الاحتلال يرتكب جرائم بحق الأسرى بعيدا عن عين المؤسسات الدولية لحقوق الانسان.
ويشير إلى أنّه إدارة السجون منعته من الزيارة لفترات طويلة بحجة المنع الأمني لأهله وذويه، إلى أن جاء يوم الإفراج عنه يوم الخميس 28\9\2023 بعد إحدى عشر عامًا.
ويمثل العزل أحد أقسى أنواع العقاب الذي تمارسه إدارة السجون (الإسرائيلية) بحق المعتقلين الفلسطينيين، حيث يتم احتجاز المعتقل منفردا لفترات طويلة، داخل زنزانة معتمة ضيقة متسخة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفونة على الدوام؛ وفيها حمام أرضي قديم، تخرج من فتحته الجرذان والقوارض، ما يسبب مضاعفات صحية ونفسية خطيرة على المعتقل.
وفي قضية مشابه لقضية عيايدة يعاني الأسير أحمد مناصرة من مضاعفات صحية ونفسية جراء مطالبات سلطات الاحتلال بإبقائه في العزل الانفرادي لستة أشهر إضافية، رغم أن تقارير طبية عدة أكدت أن عزله المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، قد فاقم من وضعه الصحي والنفسي على نحو خطير.
وتشكل سياسة العزل الانفرادي من أخطر السياسات، التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، بحقّ الأسرى وهي من السّياسات الثّابتة، والتي صعّدت منها، بشكل خاص بعد عملية (نفق الحرية) البطولية، مقارنة مع العشر سنوات الماضية
الناطق السابق باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه، يقول "إن سياسة العزل شكل من أشكال العقوبة والتعذيب الممارس من قبل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي".
ويضيف في تصريحات صحفية: "الاحتلال يحرم الأسرى المعزولين في غالب الأحيان من الزيارات العائلية، ويفرض بحقهم الغرامات المالية، إلى جانب حرمانهم من الكانتين".
ويتم عزل الأسير بقرار إداري من قبل ضابط مخابرات السجن، أو مدير السجن، ضمن الإجراءات إدارية، تسمى إجراءات تأديبية، أو بقرار من محكمة الاحتلال كما هو حاصل مع أسرى نفق الحرية، محمود العارضة، وزكريا الزبيدي، ومناضل نفيعات، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي".
ويتابع "ويتم عزل الأسرى أيضا بقرار من المخابرات الإسرائيلية "الشباك"، بتهمة أن الأسير يشكل خطورة على الأمن ويمارس نشاطات عدائية داخل السجن، دون توضيحها".
كما تلجأ سلطات الاحتلال لعزل الأسرى كإجراء انتقامي لبعض قيادات الحركة الأسيرة كما هو الحال مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، ومروان البرغوثي، وغيرهم من القيادات، التي يتم عزلهم على فترات مختلفة، وفق "عبد ربه".
وفي إجراء يبعد كل البعد عن الإنسانية، تعزل إدارة السجون الأسرى الذين يعانون من مشاكل مرضية وعصبية ونفسية.
ويقول "عبد ربه" :"بدلا من علاج الأسرى ووضعهم في بيئة ملائمة الوضع الصحي، يتم عزلهم ومعاقبتهم بحجة أنهم خطر على من حولهم، الأمر الذي يؤدي إلى مفاقمة حالتهم المرضية، مثل الأسير أحمد مناصرة".
كما تقدم إدارة السجون على عزل الأسرى الذين ينجبون أطفالًا عبر النطفة المهربة، مثل الأسير أحمد شمالي من غزة، الذي عزلته في زنازين سجن نفحة.
ويشار إلى أن هناك أسرى تخطوا 10 أعوام و12 عاما داخل زنازين العزل، مثل الأسير عبد الله البرغوثي، وعباس السيد، وأحمد المغربي، ومحمود عيسى".
وتعزل إدارة سجون الاحتلال حاليا ما بين 35 إلى 40 أسيرا، في عدة سجون مختلفة، مثل "هداريم" و"عسقلان"، وسجن "إيشيل"، و"نفحة"، بحسب "ضيف سند".
وخاض الأسرى في سجون الاحتلال عدة إضرابات عن الطعام احتجاجًا على سياسة العزل، منها في عامي 2012 و2014، لإخراج كوادر الحركة الأسيرة من العزل، تبعًا لـ "عبد ربه"