حذرت شخصيات مقدسية من خطورة الأحداث الجديدة التي بدأت عصابات الاحتلال بفرضها داخل أروقة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، بذريعة الاحتفال بعيد العرش.
ويبدأ "عيد العرش"- آخر أعياد اليهود الثلاثة (عيد الفصح، عيد الأسابيع، عيد العرش) - في 29 سبتمبر الجاري ويستمر حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
وأكدت شخصيات مقدسية لـ(الرسالة نت)، أن الاحتلال بدأ بخلق واقع جديد، يتجاوز فيه البعد الديني، لفكرة الاعتداء المباشر على المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
بدوره، قال الأمين العام للهيئة المقدسية لمناهضة التهويد د. ناصر الهدمي، إنّ عصابات المتطرفين، باشرت باقتحامات البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى المبارك، وسوق القطانين بالبلدة.
وأكد الهدمي لـ(الرسالة نت)، أنّ الاحتلال يتقدم تجاه الأقصى، بخلق واقع جديد في سابقة خطيرة، في سياق محاولة فرض السيطرة عليه.
وذكر أنّ المخطط تجاوز فكرة السيطرة على المسجد فحسب، بل تجاوزه لبسط السيطرة على البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، ضمن التسلسل الاستراتيجي للخطة التهويدية في المدينة.
وبيّن الهدمي أنّ هذا المخطط يستهدف دفع المقدسيين لترك المدينة وتحديدا تفريغ البلدة القديمة من أهلها.
من جهته، قال نائب مدير دائرة الأوقاف بالقدس الدكتور ناجح بكيرات، إنّ الاحتلال يحاول ترسيخ أحداث جديدة في المدينة لم تكن من قبل، تجاوز فيها البعد الديني، خاصة أن المستوطنين يعتبرون يوم السبت محرما في عقيدتهم، مع ذلك تجاوزوه في اقتحاماتهم وجرائمهم بحق الأقصى.
وأضاف بكيرات لـ(الرسالة نت)، أنّ هذه العصابات كسرت الحاجز الديني وكشفت عن المشروع الصهيوني القبيح الذي يتخذ من التوراة قناعا في سياق تبرير جرائمهم وسطوهم على الأرض والمقدسات.
وأكد أن العصابات الصهيونية تحاول عبر هذه الأعياد فرض وقائع تهويدية تستهدف تهجير المقدسيين، "فمن يعتدى على بيته ودكانه وشخصه، يريدون دفعه للرحيل".
وأوضح بكيرات أنّ هذه الجرائم تتم بحماية وغطاء أمني كبير من الحكومة التي ترعى هذه الجرائم.
ووجه رسالته لأبناء شعبنا في القدس، بضرورة الرباط وعدم الخروج منها، فلا يمكن أن تبقى القدس رهينة للاحتلال وخرافاته والمطلوب توحيد الجهود تجاه نصرة القدس وقضيتها.
ويختص عيد العرش بصلوات توراتية وتلمودية تتضمن تقديم قرابين نباتية تُحمل أثناء الصلوات وهي نبات الأترج، ونبات الصفصاف، وسعف النخل، والآس.
وتصاب حياة المقدسيين بالشلل في أيام العيد، إذ تغلق المحال التجارية أبوابها بسبب التعزيزات العسكرية والمسيرات الاستفزازية للمستوطنين، فيما تفرض سلطات الاحتلال إغلاقا شاملا على الضفة وتمنع حركة المرور عبر المعابر التجارية في قطاع غزة.
وأدى عشرات المستوطنين طقوسا تلمودية، صباح اليوم السبت، في البلدة القديمة لمدنية القدس، تزامنا مع أول أيام عيد العرش اليهودي.
وأفادت مصادر محلية أن عشرات المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية عند أبواب المسجد الأقصى وفي سوق القطانين.
وأضافت المصادر أن شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) أجبرت التجار الفلسطينيين في شارع الواد وسوق القطانين على إغلاق محالهم التجارية، لتسهيل اقتحام المستوطنين.