قالت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس أن الأعياد اليهودية خلال شهر سبتمبر الماضي، شكلت محطة إضافية لزيادة الاعتداءات على المسجد الأقصى وتصعيب الحياة على المقدسيين، في سياق من استمرار نهج الانتهاكات (الإسرائيلي) في المدينة المحتلة.
وأظهرت معطيات وثقتها المؤسسة في تقريرها الشهري الذي يرصد الأحداث في مدينة القدس، أن قوات الاحتلال (الإسرائيلي) اقترفت (856) انتهاكا موزعة على (16) نمطا من انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة القدس المحتلة خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأوضحت المؤسسة أن غالبية هذه الانتهاكات مركبة، وجاء في مقدمتها الاقتحامات والمداهمات بنسبة 45.4 % يليها الاعتقالات بنسبة 16.2 %.
ورصد التقرير (57) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في أحياء القدس المحتلة. أسفر ذلك عن إصابة 8 مواطنين بجروح والعشرات بحالات اختناق، فضلا عن تعرض ما لا يقل عن 37 مواطنًا للضرب والتنكيل.
ووثق التقرير تنفيذ قوات الاحتلال (389) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 139 مواطنًا، منهم 24 طفلا و15 امرأة، واستدعت 15 آخرين وفرضت الحبس المنزلي على 18 مواطنًا.
كما وثق 20 عملية هدم دمرت خلالها 4 منازل أو أجزاء منها، جميعها أجبر مالكوها على هدمها ذاتيا، و11 منشأة، وجرفت ممتلكات أخرى إلى جانب توزيع مجموعة من الإخطارات.
واستولت قوات الاحتلال على منزل وسلمته للمستوطنين، في حين جددت سلطات الاحتلال سيطرتها على 350 دونمًا من الأراضي الاحتلال سيطرتها على 350 دونمًا من الأراضي.
وخلال هذا الشهر استمرت قوات الاحتلال في تكريس الاستيطان والتهويد ورصد التقرير، 7 قرارات ومشاريع ذات صبغة استيطانية وتهويدية، أبرزها خطةٌ لبناء حي استيطاني، وإقامة فعالية تشمل خيام وبيوت من الشعر، بهدف الترويج لروايات مضللة وطمس هوية المنطقة العربية الفلسطينية، وتزوير تاريخها.
كما أشار إلى المصادقة على إقامة خطة بناء حديقة في وادي الغزلان، وافتتاح مسارين التفافيين للمستوطنين قرب حزما، والكشف عن افتتاح نفق يمتد من ساحة البراق إلى القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى.
وبقي المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف وعرضة لاقتحامات متكررة، فقد شارك 4456 مستوطنًا وعشرات الآلاف تحت مسمى سائح في اقتحام المسجد الأقصى، الذي تكرر على مدار 19 يومًا. كما نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون 14 اعتداء ضد المسجد ومصليه، وفق التقرير.
واستمرّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسية الإبعاد عن المسجد الأقصى أو مدينة القدس، وخلال هذا الشهر أصدرت 61 قرارا بالإبعاد، عن المسجد الأقصى أو بلدات القدس.
ووثق التقرير (19) اعتداء نفذها المستوطنون، تسببت بإصابة العديد من المواطنين وإتلاف العديد من الممتلكات إلى جانب تأدية طقوس تلمودية.
ورصد التقرير، 54 حاجزًا ثابتا وفجائيا، و5 عمليات إغلاق لشوارع، و6 قرارات منع سفر، و3 انتهاكات متعلقة بحرية العمل الصحفي.
كما تواصل قوات الاحتلال انتهاك حقوق المقدسيين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفرضت خلال هذا الشهر العديد من المخالفات على أصحاب المحال التجارية وفرض الغرامات عليهم، واستمرت في حملتها على المنهاج الفلسطيني ومحاولة أسرلة التعليم.
وخلص التقرير إلى أن الأعياد اليهودية، تحولت إلى كابوس على حياة المقدسيين ورواد المسجد الأقصى، وأن سلطات الاحتلال تسعى خلالها لفرض أمر واقع جديد.
وجددت دعوة المجتمع الدولي لتحمل المســؤولية تجــاه مدينة القــدس والســكان الفلســطينيين فيهــا وحمايتهــم باعتبارهــم ســكان منطقــة محتلــة بموجــب قــرارات مجلــس الأمــن والجمعيــة العامــة، وتحمــل المســؤولية تجاههــم بموجــب وقــوع القــدس تحــت المســؤولية الدوليــة وفق قرار 181 الصادر عن الجمعيــة العامــة للأمــم المتحــدة.