لم تقتصر الإغراءات التي تقدمها جماعات الهيكل لحشد العشرات من المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى على تقديم الأموال، فهي تستخدم أيضا وسيلة تنظيم زيارات بصحبة رموزها لزيادة أعداد المقتحمين في عيد العرش التوراتي الذي بدأ منذ يومين.
وبعد أن أعلنت جماعات الهيكل المتطرفة عن توفير مواصلات مجانية للراغبين باقتحام لأقصى من مختلف المناطق؛ وعن توفير وجبات خفيفة وتدريباً على أداء الطقوس في الأقصى؛ تضيف جماعات الهيكل إلى ذلك اقتحاماً مركزياً يومياً بصحبة أحد رموزها، وذلك بواقع سبع جولات على مدى خمسة أيام على الشكل التالي:
-الأحد 1-10: اقتحام صباحي بصحبة يتسحاك شيمون شيتز؛ أول جندي اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967.
-الإثنين 2-10: عضو الكنيست السابقة والقيادية في جماعات الهيكل شولي موعالم.
-الثلاثاء 3-10: الناشط في جماعات الهيكل والإعلامي أرنون سيجال.
-الأربعاء 4-10: مجموعة 1: رئيسة مجموعة "طلاب يؤيدون إسرائيل" والناشطة الداعمة للاستيطان عوفير دايان.
مجموعة 2: موشيه فيغلين، زعيم حزب الهوية المتطرف ونائب رئيس الكنيست سابقاً.
-الخميس 5-10: يتوقع أن يشكل الاقتحام الأكبر وذروة اقتحامات العرش:
مجموعة 1: المستشرق الداعم لجماعات الهيكل والمحاضر في جامعة بار إيلان موردخاي كيدار (وعادة ما تحظى اقتحاماته بمواكبة إعلامية صهيونية كبيرة).
مجموعة 2: مقدم البرامج الرياضية وصانع المحتوى الناشط في جماعات الهيكل روي زاغا؛ وهو اقتحام مخصص للعائلات والأطفال.
يقول زياد حموري رئيس مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، إن تخصيص شخصيات معينة لقيادة اقتحامات الأقصى ليست جديدة، لكن ما يجري اليوم هو محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع على المسجد من أجل تمهيد الطريق لبناء الهيكل وفق زعمهم.
ويؤكد حموري لـ (الرسالة نت) أنه في المرات السابقة كان يقود الاقتحامات وزراء وأعضاء كنيست لحشد المزيد من المستوطنين والتجرؤ على اقتحام الأقصى، مشيرا إلى أن وجود الوزراء وأعضاء الكنيست دليل على أن الاقتحامات تتم بغطاء حكومي.
ولفت إلى رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو أعلن قبل أيام عن تخصيص ميزانية خاصة لبناء الهيكل، مشيرا إلى أن استخدام كلمة الهيكل على المستوى الرسمي دليل على دعمهم لتلك الجماعات المتطرفة المقتحمة للمسجد وما يجري هو تثبيت لمعتقداتهم.
ويرى أن الاستعانة بنشطاء ورموز بارزين في الحركات المتطرفة يأتي لمحاولة إدخال القرابين النباتية في عيد العرش لفرض واقع جديد، وتكثيف الاقتحامات والحشد أكثر خاصة وقت الأعياد.
وفي ذات السياق ذكر ناصر هدمي رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد إن ما تسعى إليه سلطات الاحتلال هو عملية تطبيع الوجود اليهودي في الأقصى سواء عن طريق المقتحمين أو ما يقومون به من اعتداءات وطقوس وأدوات مهربة تستخدم وقت الاقتحامات في الأعياد؛ وذلك بهدف إنهاء مرحلة تهويد الأقصى والانتقال لمرحلة اقتطاع جزء من الأقصى ليكون خاصا لممارسة طقوسهم الدينية.
وأوضح الهدمي لـ (الرسالة نت) أن تعيين رموز ونشطاء لقيادة الاقتحامات وقت الأعياد يأتي في سياق تشجيع المستوطنين لاقتحام الأقصى وإعطاء الاقتحامات بعدا جديدا لتكون رسمية كما فعل سابقا إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي (الإسرائيلي).
وأكد أن جماعات الهيكل تسعى لتحويل الاقتحامات من شعبية إلى رسمية من أجل تعزيز الوجود اليهودي في الأقصى.
ومن خلال ما يتسرب من صور عبر وسائل الإعلام يحاول المقتحمون للمسجد الأقصى تهريب القرابين النباتية داخل المسجد الأقصى بعدما فشلوا مرارا بإدخال القرابين الحيوانية لذبحها في محاولة لفرض واقع جديد على المسجد واتخاذه مكانا لهم لتأدية عباداتهم اليهودية.