شن اليمين المتطرف في فرنسا ومناصرون لـ "إسرائيل" هجومًا لاذعًا، على رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانوت، بعد إحيائها ذكرى إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للطفل الفلسطيني محمد الدرة، في مطلع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
وكانت "بانوت" قد نشرت على حسابها في منصة إكس، صورة للشهيد الدرة ووالده يحتضنه قبيل استشهاده، وكتبت معها: "23 عاما حتى اليوم، كل الدعم المطلق والثابت للشعب الفلسطيني، يجب أن تنتهي الجرائم والاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، هذا شرط أساسي للسلام".
أثارت هذه التغريدة المتطرفون الفرنسيون المناصرون للاحتلال، الذين انتقدوا "بانوت" واتهموها أنها "معادية للسامية وتروّج الأكاذيب، وأن الدرة لم يقتل برصاص إسرائيلي".
ورد النائب الفرنسي السابق جوليان درا، على التغريدة بالقول، "سيدة بانوت، ما تقولينه هراء، أنت لا تعرفين التاريخ، أنت فقط تسببين إثارة، محمد الدرة لم يُقتل برصاص إسرائيلي".
وفي المقابل، دافع نشطاء آخرون عن "بانوت"، وأكدوا على فداحة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وعلّق المحامي أكسيل ميتزكير فيرى على الحادثة، بالقول إن "تعليقات البعض المهاجمة لماتيلد بانوت مبالغ فيها، عليهم أن يتركوها تدافع عن فلسطين وهم يدافعون عن إسرائيل".
وفي 30 سبتمبر أيلول 2000، ارتقى الطفل محمد جمال الدرة (11 عامًا) برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ووثّق مراسل قناة تلفزيونية فرنسية مشهد صدم العالم أثناء إعدام الطفل الدرة الذي كان يحتمي ووالده خلف برميل أسمنتي في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.
وأظهر مقطع الفيديو إطلاق النار الحي باتجاه الطفل ووالده، ولحظة موت الطفل في حضن والده الذي أصيب بجروح خطيرة، ويعد الدرة أحد أبرز رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية.