طالب وزير الأمن القومي (الإسرائيلي)، إيتمار بن غفير، بإجراء مداولات في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) حول تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، فيما سعى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى "مصالحة" بن غفير وعدم إثارة غضبه بعدما استبعده من مداولات أمنية، أول من أمس.
وجاءت مطالبة بن غفير بتغيير الوضع القائم في ظل تكثيف اقتحامات المستوطنين المتطرفين، التي تنظمها حركات الهيكل المزعوم، للحرم القدسي الشريف في الأيام الأخيرة، بادعاء حلول عيد العُرش اليهودي.
فيما ادعى أعضاء كنيست من اليمين أن الشرطة (الإسرائيلية) تفرض قيودا على المستوطنين المقتحمين بمنعهم من أداء طقوس دينية داخل الحرم، مثل السجود والصلاة.
وكتب بن غفير في رسالة إلى أعضاء الكنيست اليمينيين إن الشرطة غيّرت تعاملها مع المستوطنين الذين يقتحمون الحرم القدسي الشريف.
وأضاف أن "وجهتي نحو مواصلة التقدم في جبل الهيكل وسأستمر بإيمان في العمل في هذا الموضوع"، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.
وقال بن غفير في الرسالة إنه "أؤيد عقد الكابينيت فورا وإجراء مداولات حول فتح الجبل 24/7 لليهود، ومن خلال السماح بالصلاة".
وأنهى بن غفير رسالته أنه يأمل بأن "وزراء الصهيونية الدينية والليكود الأعضاء في الكابينيت سيؤيدون هذه الخطوات، رغم أنهم أنفسهم يعارضون الصعود إلى جبل الهيكل"، أي اقتحامات المستوطنين.
وبحسب الصحيفة، فإنه في السنوات الأخيرة، يتعامل نتنياهو بجدية مع تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية بما يتعلق بالأحداث في الحرم القدسي الشريف ويحاول تهدئة الوضع في الحرم، حيث أدت اقتحامات المستوطنين وسياسيين من أحزاب اليمين (الإسرائيلية) إلى اندلاع انتفاضات فلسطينية دفاعا عن المسجد الأقصى، بعد فتح أنفاق تحت باحة البراق، عام 1996، وانتفاضة القدس والأقصى، في العام 2000، وانتفاضة السكاكين في العام 2015، والهبة إثر وضع بوابات إلكترونية ضد الفلسطينيين في العام 2017.
إلا أن الصحيفة لفتت بما يتعلق بمطالبة بن غفير تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي إلى أنه "مثلما هو الحال في مواضيع كثيرة تتعلق بإدارة الدولة في السنة الأخيرة، فإنه في موضوع جبل الهيكل أيضا ليس مؤكد أن المقود موجود بأيدي نتنياهو بالكامل".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، عن أن نتنياهو دعا بن غفير إلى لقاء شخصي على انفراد في فندق في بلدة قيسارية، بالقرب من منزل نتنياهو، في محاولة لتبديد توتر العلاقة بينهما، بعد ساعات قليلة من النشر عن إقصاء نتنياهو لبن غفير عن مداولات أمنية عقدها صباح أول من أمس، الأحد.
وأضافت الصحيفة أن قياديين في حزب الليكود انضموا إلى محاولات "المصالحة" هذه، وقالوا لبن غفير إنه "من دونه لن تبقى لنتنياهو حكومة".
عربي 48