عقد المكتب الإعلامي الحكومي لقاءً إعلامياً نخبوياً ، بحضور رئيس المكتب سلامة معروف، جمع نخبةً من الإعلاميين الفلسطينيين مع الإعلامية اللبنانية روعة أوجيه، للحديث حول تجربتها الإعلامية.
ورحب معروف بهذه الزيارة التي أتيحت للإعلامية أوجيه لتكون متواجدة في غزة؛ مبيناً بأن هذا اللقاء يجمع نخبةً من الإعلاميين الفلسطينيين مع أوجيه للاستفادة من تجربتها الشخصية في تغطية الأحداث في العديد من الدول.
ونوه إلى استمرار الاحتلال في عرقلة دخول الصحافة الدولية إلى غزة في محاولة بائدة لطمس حقيقة الإجرام المرتكب ضد قطاع غزة، مشيراً إلى ثراء الحالة الإعلامية في قطاع غزة بتجارب الإعلاميين على مستوى العالم، لما يمثله القطاع من خالة خاصة في الصراع مع العدو الصهيوني.
وتمنى معروف من أوجيه أن تصدر وجه غزة المحب للحياة؛ قائلاً: " غزة مجتمع يسعى جاهداً بكل مكوناته للعيش بطمأنينة كباقي المجتمعات فهو شعب مقبل على الحياة".
من ناحيتها، عبرت أوجيه عن سعادتها بالوصول إلى غزة ومعرفة أهلها عن قرب؛ قائلةً: " وجودي في قطاع غزة يحمل لي شعوراً بالدفء والمحبة، والكثير من الحزن بسبب الحصار والوحدة والعزلة التي يعيشها هذا الشعب العظيم".
وبينت أنها تعمل على برنامج وثائقي يتناول ضحايا الحروب من فئة الأطفال وتسليط الضوء على الضرر النفسي والجسدي الذي لحق بهم، إضافة إلى برنامج آخر يسلط الضوء على التشوهات الخلقية والتأثير الطويل المدى على كل مكونات القطاع بسبب الأسلحة المستخدمة في الحروب.
وقالت: " بالرغم من النقص الملحوظ في المعدات اللازمة لتصوير البرامج إلا أنني وجدت إبداعاً من فريق العمل في التعامل مع هذا النقص بطرقٍ مبهرة، مؤكدةً أن الحصار والمنع خلق شعباً مبدعاً".
وحول منصات التواصل الاجتماعي، أشارت أوجيه أنه حينما بدأت ثورات الربيع العربي وقعت قنوات التلفزة بالعديد من الأخطاء والنشر غير الموثوق فلقد كانت التجربة وليدة حينها، مفيدةً أنه من عام 2010 تطورت الأدوات كثيراً في مدى التحقق من المصداقية، فاليوم يتم التحقق بأحدث التقنيات.
وحول تجربتها الميدانية في ساحات الحروب في دولٍ عدة، أشارت أوجيه إلى أن المعاناة متشابهة في هذه الدول باختلاف بعض التفاصيل التي تعود إلى طبيعة وهوية هذه الشعوب وتعاملها مع الأحداث.
وعبرت أوجيه عن دهشتها من أهل غزة وقدرتهم على إعادة الحياة لغزة من جديد بعد كل عدوان قاصم يتعرض له القطاع، متسائلةً: "من أين لكم هذه الهمة في إعادة الحياة"
وفي شأن عملها في قناة الجزيرة، قالت: " الجزيرة تشبهني وأنا أشبهها، فيها وجدت الحرية الصحفية، فهي تتقبل الاختلافات الداخلية، فلست مضطراً أن تكون فيها من نفس اللون أو الديانة أو التفكير، الاتفاق أننا مع الانسان".
أما بخصوص ملف الراحلة أبو عاقلة، نوهت أوجيه أن الجزيرة تعمل على هذا الملف بقوة في محكمة الجنايات الدولية، فالجزيرة لم ولن تتخلى عن حق أحد من موظفيها، مما يشعرنا بالانتماء لهذه القناة.
وفي ختام اللقاء كرم رئيس المكتب الإعلامية أوجيه على ما تبذله من جهود إنسانية في إيصال حقيقة المعاناة للشعوب المكلومة في كثير من الدول التي نشبت فيها الحروب.