قائمة الموقع

هل تقبل المرأة أن تشتري عريساً؟!

2011-02-21T10:25:00+02:00

الرسالة نت– إيمان جمعة

بلغ بها العمر مرحلة لم يكن فيها الوقت يسمح لانتظار العريس, فعرضت نفسها على أحد الشبان, والذي يعمل سائق سيارة أجرة لتوصيل المعلمات لبيوتهن بعد الدوام المدرسي, إنعام المعلمة في إحدى مدارس الغوث "الأونروا" من مدينة رفح جنوب القطاع, قالت للسائق بالحرف الواحد:" أنا جاهزة من كل شيء, أريد فقط رجلاً في حياتي يصونني من نظرة المجتمع لي وأنا أدق باب العنوسة".

طلقها برشوة

وافق الشاب على الزواج بها وعاشا لفترة في بيتها المجهز والذي أعدته لتعيش فيه مع زوجها بغض النظر عن صفات هذا الزوج والذي زودته بمصروفات الزواج دون علم أحد لكي يتقدم لخطبتها من أهلها، بعد عام من هذا الزواج اكتشفت إنعام أنها كانت مخطئة وفي حوار خاص للرسالة قالت بيأس شديد:" البعد الفكري والعقلي بيننا كان واضحا وفظيعا، إضافة إلى مطامعه اللامحدودة بي ، فأنا أساعد عائلتي بجزء من راتبي وهو يريد أن يقوم بدور سي السيد بالنسبة لراتبي فيستأثر به كله ويمنحني مصروفي الشخصي كطفلة".

بعد هذه المطامع الكبيرة والمعاملة السيئة انتهى زواجها بعد صراع طويل في المحاكم انتهى بدفع مبلغ كبير ليطلقها السائق.

وها هي كاتبة معروفة بعد أن أصبحت في الخامسة والثلاثين من عمرها ولم تتزوج, تعرفت على شاب يصغرها بعشر سنوات, وإلى جانب ذلك فهو بلا عمل رغم مؤهله الجامعي, تقول "ن.ع" بجرأة:" لم أتردد في الزواج منه حين دق قلبانا بالحب، اخترت كل شيء من بيت الزوجية إلى نفقات الزواج وقدمت له كل شيء, لكي يبدو زواجنا متكاملا من ناحية المتطلبات، وهو  بعد زواجنا منحني الحب والاستقرار والجنين الذي في رحمي، اعتقد أن المعادلة متكافئة ما دام كل واحد قدم للآخر ما ينقصه!".

لن تجد أحسن مني

في الجهة المقابلة يقول أحمد الشاعر (25عاماً) وهو خريج جامعي ولم يعمل بعد:" لم يعد الحال كما كان قديماً, فأصبحت الفتيات يعملن بعد الانتهاء من الدراسة, ومنهن من يعمل في مراكز مرموقة وبرواتب كبيرة, وأصبحت الفتاة تجد عملا أسرع من الشاب".

بينما يفصح محمد صبح (24عاماً) بخجل:"هناك فتاة قالت لي بالخط العريض:"أين ستجد أحسن مني ؟ لا مال ولا جمال ينقصني؟ فكر في الأمر، لم أجد ما أقوله سوى أن يحمر وجهي وأصمت، ويؤكد أن هذا الأمر مرفوض بالنسبة له بتاتاً".

بالنسبة للفتيات فترى الطالبة الجامعية إسراء عبد الكريم (21عاماً) أن الشاب هو الذي يجب أن  يؤمن ضروريات الزواج، وهو المسئول عن الإنفاق على البيت كمسئولية أولى، لأن تركيبة الرجل الشرقي لا تسمح بأن يكون العكس، رغم أن هناك زيجات نجحت ولكنها قليلة، ويبقى الهمس واللمز بين الناس بأن فلان اشترته زوجته بمالها، أو أن زوجته تنفق عليه، وبالتالي نحن بحاجة لتغيير مجتمع بأكمله".

وبالنسبة لبيسان جودة (19عاماً) وتعمل في إحدى الصالونات النسائية أن الأمر صعب ولا يمكن أن يتقبله أي رجل، وكل امرأة تحلم بأن يكون زوجها هو الذي يقدر قيمتها، فالمهر شرع ليكون تقديرا للمرأة، والرجل لا يهتم كثيرا بأي شيء حصل عليه بسهولة، فما الفارق بين زوجته وبين أي امرأة يستطيع أن ينالها بالمال؟ لا فارق أن الزوج يتعب ويكد طول حياته حتى يقدم لها ما يليق بها، ولذا فهو يحرص على حياته ونجاحه معها بعكس الرجل الذي لا يتعب في مصروفات الزواج فهو يتنازل عنها بسهولة.

شراء عريس

ميساء عبد الهادي في الرابعة والعشرين من عمرها وتعمل مترجمة ترى أن هذا الأمر قد حدث سابقا بطريقة ملتوية حين كانت المعلمات يتزوجن بأزواج لا يعملون وحين سفرهم للخارج يدبرن العمل للزوج، الأمر الآن تغير تماما فالشباب أصبح أكثر نضجا والفتاة أصبحت لا تهتم كثيرا بأن يكون لها زوج بالاسم فقط حتى لو تقدمت في العمر ، ولكنها لا تقدم على شراء عريس مهما كان الأمر.

أسامة أبو طاحون (25عاماً) ولديه محل لبيع الهواتف النقالة, يوضح أن الأمر بالنسبة له كما كثير من الشباب مرفوض تماما بالنسبة له، فلا يمكن أن يقبل أن تشتريه امرأة بمالها، على حد تعبيره، حتى لو أصبح في عمر الأربعين وهو يكون مستقبله دون زواج، فالمجتمع لن يرحمه بالإضافة إلى نظرة زوجته له وكذلك نظرته لنفسه، ويؤكد حديثه بقوله تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا".

عمر أبو عبيد (19عاماً), يعيد ذلك إلى الظروف السيئة التي يعيشها معظم الشباب في فلسطين، وتأخر سن الزواج هذه الأيام ويقول: أيام زمان كان الأب يساعد ابنه في الزواج ولم تكن تكاليف الزواج عالية، الآن تغير كل شيء وأصبح على الشاب أن يتدبر كل أمور زواجه بنفسه وفي نفس الوقت يجد أمامه فتيات ربما اكبر منه سنا لديهن بيت ومرتب ووظيفة ، ولكن عليه الاختيار ما بين كرامته وما بين كل هذا.

بالنسبة لي، يقول عمر، فالأمر محسوم ولو تعرضت لمساومة من فتاة مثلا ولو على سبيل المزاح لن أتردد في أن أنهال عليها ضرباً.

المال ليس الأساس

الأستاذة ياسرة أيوب المحاضرة بقسم علم النفس بجامعة الأقصى بغزة  ترى أن الرجل الشرقي عموما يعتقد أن امتلاك المرأة للمال فأن السيطرة ستكون لها وهذا ما لا يقبله الرجل الشرقي إطلاقا مهما تظاهر بذلك، مضيفة أن الشباب الذين يدعون أن أمر المال لا يعنيهم وأن الحب والتفاهم هما الأساس في الحياة الزوجية إنما يحلمون ويغرقون في الأحلام.

وعلى صعيد غزة ترى أيوب تزايدا في نسبة العوانس، وهناك تزايد في النسبة في عموم فلسطين والسبب أن الفتاة أصبحت تهتم بالتعليم والعمل أكثر من ذي قبل، كما أن شروطها للحصول على زوج بعد أن تحصل على عمل جيد وبمرتب مرتفع تكون غير متناسبة مع الشخص الذي تريده ، فغالبا ما تكون أحلامها مثالية تصطدم في الواقع.

نلاحظ أيضا، والكلام لأيوب، أن الاستقرار الأسري بات هشا بسبب الأزمات المالية والبطالة ، ومن الصعب أن نجد حياة زوجية ناجحة يكون فيها دخل المرأة يزيد عن دخل الرجل أو لأن المرأة تعمل والزوج بلا عمل ،وتكون الزوجة هي التي اختارت العريس وليس العكس.

اخبار ذات صلة