قائد الطوفان قائد الطوفان

القذافي.. نهاية عهد أقدم زعيم عربي؟

ليبيا – الرسالة نت

نهاية عهد القذافي؟ سيناريو تغيير النظام يتعزز لحظة بعد لحظة:

العقيد معمر القذافي هو اقدم زعيم عربي ويحكم ليبيا منذ اربعة عقود وتحديداً منذ العام 1969 حين استولى على الحكم بانقلاب عسكري.

حسب المؤشرات الميدانية والسياسية الواردة من ليبيا منذ نهاية الاسبوع الماضي , القذافي البالغ من العمر 68 عاماً يقترب من نهاية حياته السياسية وليبيا قد اصبحت من ابرز المرشحات لتكرار سيناريو مصر وتونس.

وهل انتهى بالفعل عهد القذافي ؟ سؤال وجه الى البروفسورة يهوديت رونين الخبيرة في الشؤون الليبية في جامعتي تل ابيب وبر– ايلان في الحديث الخاص التي ادلت به الى محرر الشؤون الشرق اوسطية يوسي نيشر.

البروفسورة يهوديت رونين تعتقد بانه من السابق لأوانه الاجابة عن هذا السؤال في المرحلة الراهنة: القذافي يدير في هذه اللحظات حربا شاملة ضد المعارضين له ولنظامه.

والسؤال الكبير المطروح حالياً: هل سيتخلى عن منصبه لصالح نجله سيف الاسلام ام لصالح ممثلين اخرين عن النظام؟ ام هل سيحل محله ممثلون عن اللجان الثورية او عن الجيش أو قوات الامن.

ليس بالضرورة ان يتم تغيير النظام في ليبيا ولكن هذا السيناريو يتعزز خلال اليومين الماضيين.

المتظاهرون: لا قيادة واضحة في المرحلة الراهنة:

البروفسورة يهوديت رونين تعتقد بانه كما جرى في الموجات الاحتجاجية الشعبية الاخيرة التي شهدها العالم العربي, لا يمكن الاشارة الى قيادة موحدة في تظاهرات ليبيا, بل يمكن الحديث عن عملية تنظيم التظاهرات والمتظاهرين والتوجيه الدعوات للخروج الى الشوارع عبر الشبكات الاجتماعية على شبكة الانترنت.

ولا يمكن الحديث في المرحلة الراهنة عن قيادة بديلة, علما بانه اذا كانت تظهر بوادر لمثل هذه القيادة فمن الواضح ان النظام كان يقدم على قمعها وعدم السماح لها بتعريضه للخطر.

المعارضة: الشارع والحركة الاسلامية:

يمكن تقسيم تحالف القوى المعارضة لنظام القذافي الى مجموعتين رئيسيتين:

المجموعة الاولى: الشارع – الشباب والمثقفون وغير المثقفين, أولئك الذين يريدون المشاركة في العملية السياسية والذين يسعون الى التعبير عن رأيهم بحرية.

المجموعة الثانية: المعارضة الاسلامية: خلال التسعينيات, وقت صعود الاسلام في عدد من الدول العربية, لا سيما منها في بعض الدول المجاورة لليبيا وتحديداً مصر والجزائر والسودان, المعارضة الليبية ارتدت هي الاخرى حلة الاسلام مطالبة بإسقاط من وصفته بالكافر, وذلك رغم ان القذافي مسلم وكان يسعى الى تعزيز القيم الاسلامية وفعل ما في وسعه لتعزيز مكانته ليس في ليبيا فحسب, بل في القارة الافريقية ايضاً.

سيف الاسلام :

سيف الاسلام (الابن الثاني للعقيد القذافي من زوجته الثانية السيدة صفية فركاش) البالغ من العمر 38 عاماً كان منذ سنوات ليست قليلة الخيار الافضل بالنسبة للعقيد القذافي لخلافته في السلطة, ولكن القذافي امتنع عن تأكيد ذلك، لأنه كان يدعي دائما بان ليبيا جماهرية ديمقراطية لا يديرها شخص واحد.

ولكن رغم ذلك القذافي قد اتخذ القرار ( ليس علنياً) بان يكون سيف الاسلام خليفته. ولذلك شهدت الفترة الاخيرة ( حتى قبل اندلاع موجة الاحتجاجات الراهنة) خلافات وجدلاً حول مسألة خلافة سيف الاسلام لوالده في الحكم.

وجاء الاستياء من هذا الخيار اولاً من صفوف عائلة القذافي حيث اعتبر عدد من ابناء الزعيم الليبي الاخرين انفسهم مرشحين لخلافة والدهم في الحكم ايضاً.

ولكن الاستياء من فكرة خلافة سيف الاسلام لوالده لم يقتصر على الصعيد العائلي و انما شمل ايضا بعض الاوساط السياسية.

على هذه الخلفية اضطر سيف الاسلام خلال السنوات القليلة الماضية الى عدم ابراز نفسه كالشخص المرشح لخلافة والده.

ولكن اليوم في المرحلة الراهنة يقف سيف الاسلام على رأس المعسكر الذي يدير الحرب ضد المعارضين لنظام القذافي.

القذافي والغرب: مصالح مشتركة

يمكن القول ان القذافي شكل في الآونة الاخيرة حليفاً للغرب في مجالات ذات اهمية وعلى راسها:

اولاً – ليبيا تشكل الدولة الرئيسة التي تزوَد اوروبا بالنفط.

ثانياً – ليبيا تعاونت مع اوروبا في مواجهة موجات الهجرة الى القارة الاوروبية, وذلك على الاراضي الليبية وقبل تدفق المهاجرين على شواطئ اوروبا الجنوبية.

ثالثاً – ليبيا القذافي تعاونت مع الغرب في مواجهة الاسلام وعلى رأسه تنظيم القاعدة.

 رابعاً – الملف النووي – ليبيا تخلت منذ العام 2003 وبضغوط امريكية عن برامجها لإنتاج اسلحة نووية.

على هذه الخلفية, وعكس ما جرى بالنسبة لمصر, الموقف الامريكي من الاحداث الراهنة في ليبيا ابعد ما يكون عن الحزم ويكتفي بتصريحات مستنكرة لاستخدام القوة ضد المتظاهرين من جهة ومؤيدة لحرية التعبير من جهة اخرى, ولكن الدول الغربية كانت تفضل بقاء النظام الحالي في ليبيا مع تعديلات واصلاحات ديمقراطية.

 

البث المباشر