تقارير: زيارة بايدن ليست سبب تأجيل الاجتياح البري* الدعم العسكري الأميركي "سيجلب تدفيع ثمن، يتمثل بمحاولة أميركية لترسيم حدود جبهة المعركة، وخاصة للحكومة الإسرائيلية"، والجيش الإسرائيلي يعتبر أن الحرب ستستمر أربعة أشهر على الأقل
اعتبرت تقارير إسرائيلية اليوم، الأربعاء، أن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لم تؤد إلى تأجيل اجتياح بري إسرائيلي لقطاع غزة، وأن الدعم الأميركي غير المسبوق لإسرائيلي في الحرب على غزة هدفه تحديد حدود الحرب وعدم توسيعها لجبهات أخرى.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن "دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى غزة لم يؤجل بسبب زيارة بايدن. فالاعتبارات مختلفة ومتعلقة باعتبارات عسكرية ومصادقة على خطط وأوامر، على إثر المهمات التي تغيرت".
وأضافت الصحيفة أنه "واضح جدا أن إظهار القوة الأميركية سيجلب تدفيع ثمن، يتمثل بمحاولة أميركية لترسيم حدود جبهة المعركة، وخاصة للحكومة التي يوجد فيها وزراء وأعضاء كنيست لا يتوقفون عن انتقاد إدارة بايدن".
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن الحرب على غزة ستستمر أربعة أشهر على الأقل، "وليس مؤكدا أن هذا ما يريده الأميركيون، إذ يوجد احتمال هائل لأن تؤثر هذه الحرب على الاستقرار كلّه في المنطقة".
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن الرئيس السابق للدائرة السياسية في وزارة الأمن، زوهار بلطي، قوله إن "الأميركيين يمنحوننا وقتا كي نعمل في غزة. ولا يوجد ضغوط علينا بخصوص الوقت، لكن يوجد توقعات منا أن نسمح بخطوات إنسانية في جنوب القطاع، الذي طالبنا المواطنين الفلسطينيين بالانتقال إليه".
واعتبرت الصحيفة أن الدعم العسكري الأميركي سيقود، في المستقبل، إلى مطالبة إسرائيل بتقديم تنازلات، وأنه في حال استئناف الاتصالات حول اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية، فإن هذه الاتصالات لن تكون في معزل عن "مسألة تقدم العلاقات مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الإدارة الأميركية مرّت بهزة مشابهة لتلك التي مرت بها ثقة الإسرائيليين بالحكومة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. "واستنتاج الأميركيين كان أنه ليس بإمكانهم إبقاء إدارة الحرب بأيدي الحكومة الإسرائيلية".
وأضافت الصحيفة أن "عواقب ذلك على مصالح أميركية مباشرة خطيرة جدا: الولايات المتحدة لا توافق على أن تتدحرج إلى حرب مع إيران وليست مستعدة لتشكيل خطر على حكام الدول (العربية التي) تحت وصايتها. وهي تدرك أنه لا يمكنها الاعتماد لا على المناعة النفسية بقادة إسرائيل ولا على ترجيحهم للرأي".
ورأت الصحيفة أن "الولايات المتحدة ملزمة بأن تقرر لإسرائيل حدود عملياتها العسكرية. لن تبادر إسرائيل إلى هجوم في الشمال ولا احتلال قطاع غزة في الجنوب. عملية عسكرية برية نعم، لكن حجمها يجب أن يكون محدودا واستهداف تناسبي للسكان".
وتابعت الصحيفة أنه لهذا السبب بقي وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مقر وزارة الأمن في تل أبيب حتى ساعات فجر اليوم، "كي يهتم بأن يقرر كابينيت بنيامين نتنياهو، الذي يضم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، فتح ممر إنساني في رفح مثلما أراد الأميركيون. ولذلك سيجتمع بايدن اليوم مع وزراء الكابينيت (الحربي المقلص) ويهتم على ألا ينحرفوا عن الخط المقبول عليه. ولم تشهد إسرائيل، في تاريخها كله، إشرافا أميركيا وثيقا كهذا".