أكد المسنّ الفلسطيني (مختار الزعانين) الذي خرج من بيته في غزة إلى خيمة نزوح داخل القطاع، أنه لن يترك غزة في رحلة تذكر بنكبة 1948، وقال “نحن باقون في غزة لن نخرج منها، إلا على جثثنا”.
وتحدث المسنّ الفلسطيني للجزيرة مباشر من داخل خيام أعدتها وكالة الأونروا للنازحين من شمال غزة، وقال “الخيام بتذكرنا بـ48 لكن لن نكررها، قاعدين في بلادنا”.
وفي مشهد جديد بقطاع غزة في الحي الياباني غرب خان يونس، تم إنشاء أول مخيم للفلسطينيين الفارين من نيران الحرب في غزة إلى لهيب الخيام في محاولة للبحث عن مكان آمن نسبيا.
وفي تغريبة فلسطينية جديدة من ركام البيوت إلى خيام صنعت على عجل تتسع لمئات النازحين، نصبتها وكالة الأونروا غرب خان يونس، يعيش نازحون فلسطينيون وسط ظروف صعبة.
ويسرد المسنّ الفلسطيني مختار الزعانين رحلته الشاقة من منطقة إلى أخرى بسبب القصف الإسرائيلي، ويحكي رحلة نزوحه من بيت حانون حيث طلب منهم “اليهود” إخلاء المكان والخروج إلى مكان آمن وسط المدينة.
يقول الزعانين “خرجنا تحت القصف، لكن الليل كان أكثر قتامة حيث تم قصف المدينة بالكامل واستشهد الناس تحت الأنقاض”، ويضيف أنهم بعد أيام معدودة طالبوهم بالرحيل مرة أخرى ليرحل مع عائلته، للمرة الثانية إلى مستشفى طلبًا للأمان.
لكن رحلة النزوح تواصلت إذ جاءتهم رسالة أخرى، قال الزعانين “وصلتنا رسالة فجرا بالخروج من وادي غزة، ثم رحلنا إلى خان يونس”، حيث كانوا ينامون في الشارع حتى وفرت لهم الوكالة مجموعة من الخيام.
وقال المسنّ الفلسطيني “نحن مصرون على الرجوع لبيوتنا في بيت حانون رغم أنف اليهود” مؤكدا أن هذه الخيام تذكرهم بالنكبة.
العيشة مرة في الخيمة
أمّا (أسماء الأستاذ) فقد حكت للجزيرة مباشر، معاناتها داخل الخيمة التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وقالت “نزحت من بيتي الآمن في الشيخ رضوان إلى خيمة ضيفة بلا فراش، بلا مياه صالحة للشرب”.
وقالت إنهم يعيشون حياة صعبة في الخيمة الضيقة، وسط انعدام كل سبل العيش وتساءلت “هل هذا مكان صحي للأطفال وكبار السنّ؟”، وأكدت أن الخيمة مع ضيقها فهي تفتقر إلى التهوية.
وأضافت أسماء أنهم عاشوا النكبة مرة ثانية، ولكن بطريقة أصعب، وقالت “القصف والفسفور ليس نكبة بل نكسة وخراب ودمار وإبادة”، وطالبت بالسماح لهم بالعودة إلى ديارهم في حي الشيخ رضوان.