ظهرت آثار الصدمة والانهيار على فتى فلسطيني في غزة، وهو ينعى والدته في باحة أحد مستشفيات القطاع، بعد استشهادها أمس السبت باستهداف الاحتلال الإسرائيلي سوق النصيرات في غزة.
التقط كرم الأشقر أنفاسه وهو يتلقف الكلمات لينعى بها أمه الشهيدة إسلام الأشقر، ولم يستطع الابن المكلوم تمالك نفسه أمام الفقد الجلل. فتح الفتى كفّه، وأخذ يعدد على أصابعه محاسن أمه.
آلم كرم كل من كانوا حوله، ومضوا إلى مواساته، وهو يقول “ماما كانت تعمل أحلى أكل بالدنيا ماما”، بكى الفتى وهو يردد مرات عديدة “كنت مستعد أضحي بالدنيا كلها مشان ماما”.
خاطب الفتى شابا كان يعانقه رابتا على كتفه مرددا “سبقتك إلى الجنة”، ليقاطعه وهو يقول “شفت اللبس اللي كانت لابساه ماما أنا اللي اخترته”، ومضى قائلا “كانت تاخدني معاها تشتري لبس على طول وتقول لي إيش الأحلى؟ أنا اللي كنت أختار لها لبسها ماما”.
تابع كرم بكلمات واغلة في الألم “عيد ميلاد ماما بعد أسبوع، حوّشت فلوس حتى أشتري لها هدية، كيف بدي أعطيها الهدية هلأ”، وبادر أحد المواسين بالقول “هديتها بالجنة”، لكن الكلمات لم تُبرّد حرقة قلب كرم.
وقصف الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، سوق النصيرات وسط القطاع، وتسبب في سقوط شهداء ومصابين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه لليوم السادس عشر على قطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن استشهاد 4651 بينهم 1873 طفلا و1023 امرأة و187 مسنا، وإصابة 14245 آخرين.