تستقبل مستشفيات قطاع غزة كل يوم عشرات المصابين بحروق بالغة جراء تعرضهم لقصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ 16 يومًا، وجُلهم من الأطفال، سُلخت جلودهم عن أجسادهم الصغيرة، في مشهد مروع عصي على التمعن.
قال أطباء المستشفى “الإندونيسي” في غزة أمس للجزيرة، إنها “المرة الأولى التي يشاهدون فيها هذا النوع من الجروح”، مشيرين إلى أنها حروق من الدرجة الرابعة.
يتكرر المشهد في جميع مستشفيات غزة ويتزايد مع تواصل العدوان. يتلقى هؤلاء الإسعافات الأولية والعلاجات في ممرات مستشفى مجمع الشفاء، والذي امتلأ عن آخره.
يقول الطبيب أشرف القدرة للجزيرة مباشر، إن أصحاب هذا النوع من الحروق يجب أن يتلقوا العلاج في غرف عالية التعقيم، إلا أن “اكتظاظ المستشفى يحول دون ذلك”.
ونقل مراسل الجزيرة مباشر محمد وشاح، عن خبراء في المتفجرات أسباب تزايد عدد المصابين بالحروق بين الناجين من عدوان الاحتلال بالقذائف، ووصول الحروق إلى درجة تشويه أجسامهم.
وأفاد الخبراء في هندسة المتفجرات بغزة، بأن الاحتلال الإسرائيلي يضيف على القذائف التي يقصف بها القطاع مادة “التترونال” وهي أشرس من مادة “تي إن تي TNT”، على حد قولهم.
ومضى المتخصصون إلى أنه يجري خلط هذه المادة بمسحوق الألمنيوم لرفع درجات الحرارة في مكان الانفجار حتى تتسبب بهذا الكم من الحروق بين المصابين.
وقال مراسل الجزيرة مباشر إن الاحتلال يستخدم عددا من الأسلحة من بينها صواريخ “جي بي يو” لاستهداف الشقق السكنية، والتي تُطلقها طائرات “اف 16” وتُسمى بالصواريخ “الفراغية” وتُسمى كذلك لأنها تدمر المكان المستهدف بشكل جزئي.
وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن المدفعية الإسرائيلية تستهدف المدنيين بشكل مباشر بأسلحة مختلفة، ومنها القذائف التدميرية وقذائف إضاءة، والقذائف الفسفورية أيضا، وهي قذائف ممنوعة دوليا.