سلّطت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية، مساء الإثنين، الضوء على أربعة افتراضات تخص الصراع العربي الإسرائيلي، نجحت عملية "طوفان الأقصى" بتدميرها.
ورأت الصحيفة، أن الافتراض الأول، هو "إمكانية احتواء حركة حماس في قطاع غزّة، وإدارة الصراع معها من قبل إسرائيل، وذلك عبر استراتيجية اتبعها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والتي تهدف إلى تقسيم الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
وكانت "إسرائيل" تعتقد أنّ حماس، سوف تُركّز بشكلٍ كبير على حكم القطاع مع ضمان عدم المواجهة، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض قدرات حماس العسكرية، بحسب الصحيفة.
ووفق "نيويورك تايمز"، فإنّ الافتراض الثاني الذي دّمرته "طوفان الأقصى"، هو أنّ "إسرائيل لا تُقهر وتُحافظ على تفوقها العسكري"، لافتةً إلى أن ذلك تم رغم أن "إسرائيل تملك الجيش الأفضل والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، مع التزام أمريكي بإبقائه أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية".
ومع اعتبار "إسرائيل"، وفق الصحيفة، بأنّ لديها معلومات استخباراتية جيدة عن "حماس"، إلا أنّ الحركة ذات الموارد الأقل بكثير من "تل أبيب"، "نفّذت هجوماً لم يكن من الممكن تصوّره على الإطلاق، وبالتالي حققت مفاجأةً استراتيجية كبرى، ونجحت بهزيمة التكنولوجيا المنتشرة على طول قطاع غزّة التي يفترض أنها لا تقهر".
وتضيف: "اعتماد إسرائيل بشكلٍ مفرط على التكنولوجيا، كان عاملاً أساسياً في هزيمتها، إذ نجحت حماس بإبقاء خططها سريّة، وهو بمثابة ضربة قوية لقدرات إسرائيل الاستخباراتية البشرية على الأرض في غزة".
كذلك، رأت الصحيفة أنّ الافتراض الثالث، هو أنّ "العالم العربي مُتجاهل للقضية الفلسطينية"، إذ افترضت "إسرائيل" أنّ الدول العربية "تعترف بـها كحقيقة لا يُمكن إزالتها من المنطقة".
وتابعت: "حماس بعمليتها، أرادت إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة، وقد فعلت ذلك بكلّ قوّة، بعدما أدّت العملية والعدوان الذي تلاها إلى اندلاع مظاهراتٍ ضخمة مؤيدة للفلسطينيين في المدن العربية "لم نشهدها منذ عقدٍ من الزمن".
أما الافتراض الرابع، والأخير، هو أنّ أمريكا "يمكنها أن تتجاهل الشرق الأوسط". ورأى المؤرخ الإسرائيلي، غيرشوم جورنبرغ، وفق الصحيفة، أنّ إحدى "الروايات المُحطّمة هي أنّ أمريكا، يُمكنها تحويل اهتمامها إلى القضايا الحقيقية في أماكن أخرى والتخلّي عن الشرق الأوسط".
وأضاف: "للأسف يا أمريكا، الشرق الأوسط لم ينته بعد، ولا يمكنك تجاهل الحقائق الجيوسياسية".
وكان قائد هيئة الأركان في "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" محمد ضيف، أعلن، في 7 تشرين أول/أكتوبر الجاري، انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واعترف الناطق باسم جيش الاحتلال بوقوع مئات القتلى والإصابات في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين، إضافة إلى أسر العشرات من الجنود.