في ذروة معركة طوفان الأقصى، كان لأبطال كتائب القسام قرب مفرق بيت ليد في مدينة طولكرم كلمة من نار وبارود، يظهر من خلالها التحام بارودة المقاوم في الضفة وعبوته الناسفة، مع قاذف الياسين 105 الذي يجندل آليات الاحتلال في غزة، في مشهد بطولي جديد يستعيد أمجاد ثورة شعبنا المباركة.
وبالرغم من حملات الدهم والاعتقال والتخريب التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، والتي تضاعفت منذ السابع من أكتوبر، في محاولة محمومة لضرب المقاومة واجتثاثها من حارات وأزقة الضفة، خرج المقاومون من بين الركام، ليلقنوا العدو درسا جديدا في البطولة والانتماء لهذه الأرض.
بكاميرا مثبتة على رأس أحد المجاهدين، وأسوة بأبطال الميدان في غزة، وثق مجاهدو كتائب القسام تفاصيل عملية بطولية مزدوجة، نفذت الخميس الماضي قرب طولكرم، لم يعترف الاحتلال بتفاصيلها، ولا بخسائره فيها، حتى فاجأته كاميرا القسام أمس السبت، وهي تبث مقطعا مصورا للعملية من أولها إلى آخرها وبجودة عالية.
وبثت الكتائب هذا التسجيل، دقائق بعد كلمة صوتية بثتها قناة الجزيرة، للناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، والتي أعلن من خلالها تمكن المجاهدين من تدمير 160 دباية صهيونية خلال التوغل البري الهمجي في عدة بمحاور بمدينة غزة.
يظهر في هذا التسجيل النوعي، إطلاق نار على مركبة لجيش الاحتلال من مسافة صفر، ومن ثم استدراج قوة أخرى من جيش الاحتلال عبر سيارة محروقة وضعها المجاهدون قرب بلدة بلعا في ذات المدينة.
كانت هذه السيارة مفخخة بعدد من العبوات الناسفة التي انفجرت بالجنود وهم يمشطون المكان بحثا عن خيوط عملية إطلاق النار التي نفذت على مقربة من المكان
وجاء إعلان كتائب القسام عن هذه العملية عبر فيديو ممنتج على غرار الفيديوهات التي تبثها كتائب القسام لعمليات التحام مجاهديها مع قوات الاحتلال في غزة، موشحا هذا الفيديو بشعار طوفان الأقصى، مضافا إلية كلمة "طوفان الضفة"، في إشارة إلى تعدد جبهات القتال مع وحدة الهدف.
وتأتي عملية القسام هذه امتدادا لسلسلة طويلة من عمليات المقاومة البطولية، التي قضّت ولا تزال مضاجع الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، انتقاما لدماء الشهداء، وثأرا للمسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرض لعملية تهويد ممنهجة، ومخططات استيطانية خبيثة لا تتوقف.
حرب الكاميرا، باتت عنوانا مهما من عناوين المعركة مع الاحتلال، الذي طال أمد إنكاره لخسائره في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية، ويؤكد مراقبون أن الخسائر التي يعلن عنها العدو بعد كل عملية أقل بكثير من خسائره الحقيقية التي يخشى الكشف عنها لاعتبارات يراها ضرورية خوفا على معنويات جنوده واحتراسا من غضبة جبهته الداخلية.
وعلى إثر البطولات التي يرسمها أبطال القسام والمقاومة الفلسطينية في كل جبهات القتال، تتعاظم في نفوس أبناء شعبنا الثقة بصوابية طريق المقاومة، وقدرتها على التصدي للمحتل وتسجيل نقاط على المحتل، على طريق تحقيق نصر حاسم على الاحتلال، بالرغم من فارق القوة والعتاد.