طرابلس – الرسالة نت
تتوالى الأنباء عن انضمام القبائل الليبية الكبرى إلى صفوف الانتفاضة الشعبية التي بدأت في 17 شباط الجاري والمطالبة بسقوط معمر القذافي.
فبعد انضمام قبيلة ورفلّة، أكبر قبائل ليبيا، إلى التظاهرات الاحتجاجية المناهضة للقذافي وبعد أن خرج شيخ من قبيلة الزاوية الجنوبية مهدداً بوقف تدفق النفط إلى الغرب، بدا النظام الليبي مربكاً أمام مؤشرات تنبئ بقلب موازين القوى على الأرض لصالح الثورة.
ويرصد المراقبون باهتمام الدور الذي يلعبه شيوخ القبائل في تطورات الأوضاع في ليبيا، ويبدو أن العامل القبلي الذي يميّز ليبيا عن تونس ومصر سيشكل عامل الحسم في المواجهة بين الشعب الليبي وزعيمه الذي كان للأفارقة، نصب «ملك ملوك افريقيا»، خلال اجتماع لزعماء قبائل افريقية في بنغازي في العام 2008.
ولم يملك القذافي أمام ما يجري سوى اللعب على وتر الصراعات القبلية، لا سيما أن الصراع القبلي متجذر في ليبيا ولا يمكن تخطيه بسهولة، إلا أن دموية النظام في قمع المحتجين قد تتحول الى عامل لتوحيد القبائل ودفعها الى تناسي خلافاتها، بالإضافة إلى عامل آخر يعوّل عليه في توحيد القبائل هو لجوء النظام إلى مرتزقة من دول أخرى لقتل المحتجين الليبيين الأمر الذي قد يثير شهامة القبائل العربية الليبية الموصوفة بتمسكها بالقيم العربية.
ويذكر أن القبائل الليبية هي عربية الأصل بمعظمها (97%) أما الباقي (3%) فهم من البربر.
ولا يمكن فهم المحاولات الحاليّة التي يلجأ إليها نظام القذافي لاستمالة القبائل إلا في سياق الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه هذه الأخيرة في حسم الصراع لصالح المحتجين، فالمجتمع الليبي يطغى عليه الطابع القبلي في مختلف جوانبه: السياسي، الاجتماعي والاقتصادي حتى الأمني، وهو بذلك أقرب إلى اليمن من باقي الدول الأخرى.
ولكن على الرغم من تداخل القبائل الكبير في نسيج المجتمع الليبي، إلا أن ثمة إشكالية أساسية في فهم التركيبات القبائلية ودورها على الصعيد السياسي في هذا البلد، نظراً لطبيعة النظام السياسي الليبي التي تجعل من الصعب تحديد الفئة السياسية الفاعلة بصورة واضحة وقاطعة.