أفادت تقارير "إسرائيلية"، أن الجيش الإسرائيلي يواجه مشكلات عديدة ومتنوعة في صفوف جنوده، خاصة في قوات الاحتياط، على إثر استمرار الحرب على غزة لأكثر من مئة يوم، ويشعر قسم كبير من الجنود، خاصة الذين يشاركون بالعدوان في القطاع، بالإنهاك والإحباط، وبعضهم تسربوا من الخدمة العسكرية.
ووفقًا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإن "عدد الجنود الذين تسربوا من الخدمة في قسم من الوحدات القتالية، في أعقاب صعوبات ذهنية، أعلى أو يتساوى مع عدد الجرحى في المعارك". وعدد الجنود الجرحة ليس واضحًا.
وأشار "هرئيل" إلى أن "استمرار القتال ترافقه مصاعب كثيرة. وهذا أحد أسباب تأييد هيئة الأركان العامة للانتقال إلى المرحلة الثالثة للحرب، والمرتبطة بتسريح قسم كبير من وحدات الاحتياط وتقليص القوات التي تعمل داخل القطاع".
وانسحبت الفرقة العسكرية 36 من وسط القطاع، بداية الأسبوع الحالي، وخرج جنودها من القطاع "لفترة راحة وإعادة تنظيم، وفيما هناك إمكانية مطالبتهم بالانتقال لاحقا إلى منطقة الحدود اللبنانية. ووحدات الاحتياط منتشرة في شمال إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وجنودها يطالبون باستبدالهم. ومارس رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، ضغوطا من أجل إخراج الفرقة العسكرية من القطاع أولا"، وفقا لهرئيل.
وأضاف: أن "جزءًا من المشكل ينبع من صعوبات في وصف المهمة. وفي معظم المناطق التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي في القطاع، القتال ليس شديدا" في إشارة إلى توحل هذه القوات التي تحاول الكشف عن أنفاق ومخازن أسلحة ومكان تواجد قيادة حركة حماس ورهائن إسرائيليين. "والخطر الأساسي يتعلق بخلايا صغيرة (للمقاومة الفلسطينية) التي تصعد من تحت الأرض وتهاجم بنيران قناصة وقذائف آر.بي.جي. أو تزره ألغاما".
ولفت هرئيل إلى أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي أن "جميع الضباط والجنود مستعدون للاستمرار بالحرب كلما تطلب الأمر ذلك، ليس دقيقا. وفعليا، يوجد تآكل تدريجي، طبيعي على ما يبدو، يتعلق بطبيعة المهمات. فقسم من القوات في خانيونس ينفذ مهمات جانبية أكثر، وتجري ببطء فيما قيادة الفرقة العسكرية 98 متركزة على معركة الأدمغة مع زعيم حماس، يحيى السنوار".
وأشار هرئيل إلى وجود ظاهرة "تغيب هادئ"، تتمثل بجنود يخرجون إلى إجازة خارج القطاع ولا يعودون إلى وحداتهم. "ويسهم في الإحباط انعدام المساواة في تحمل الأعباء"، وهو ليس مرتبطًا بإعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية فقط، وإنما بتقليص حجم قوات الاحتياط أيضا، في العقد الأخير، "ويسود في قوات الاحتياط الشعور بانعدام مساواة متطرف في تحمل الأعباء".
وفي السياق ذاته، أشارت "يديعوت أحرونوت"، اليوم، إلى أن "الأعباء على عشرات آلاف جنود الاحتياط تحول إلى غير إنساني، بعد أن تلقى جنود، هذا الشهر، تسريحا إلى بيوتهم بعد 90 و100 يوم قتال متواصل ومنهك، واستدعوا مجددا لأربعين يوما آخر لمهمات عسكرية في غلاف غزة أو في الضفة الغربية، في الشهر المقبل".
وأضافت الصحيفة أنه "في هذه الأثناء، الكثيرون من أصحاب المصالح التجارية الخاصة بين الجنود ينهارون بهدوء". ونقلت الصحيفة عن قائد لواء في قوات الاحتياط قوله إنه يتخوف من اندلاع "احتجاجات وإحباط في صفوف الجنود حول مسألة المساواة بالأعباء. وبين مهماتنا، مرافقة ودعم جنود الاحتياط بعد تسريحهم لبيوتهم، وقسم منهم مصابون جسديا ونفسيا. وفي لوائي وحده يوجد 15 جنديا أصيبوا بردة فعل قتالية ولم يعودوا إلى أنفسهم من الناحية النفسية".
وتابعت الصحيفة أن "ضائقة أخرى تتعلق بانعدام اليقين حيال السنة القريبة. وبسبب عدم وجود خطة لليوم التالي (بعد الحرب) في غزة وفي الجبهة الشمالية التي لا تزال مفتوحة، لا أحد يعلم متى وأين وكم من الوقت ستستمر الحرب".