قائمة الموقع

"شهادات صادمة".. الاحتلال يحول ممارسات التعذيب ضد أسرى غزة إلى فقرات استمتاع

2024-02-12T10:42:00+02:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت

كشف  المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، قيام جيش الاحتلال بتحويل ممارسات التعذيب ضد معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة إلى فقرات استمتاع لإسرائيليين، والسماح لمجموعات من المدنيين الإسرائيليين بمشاهدة وتصوير الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المجردين من ملابسهم أثناء ضربهم وصعقهم بالكهرباء وصب الماء الساخن على رؤوسهم وشتمهم من الجنود.

وقال المرصد، في بيان صحافي، تلقينا شهادات صادمة من أسرى ومعتقلين فلسطينيين من قطاع غزة أُفرج عنهم حديثًا بإحضار جيش الاحتلال مجموعات من المدنيين الإسرائيليين إلى المراكز والسجون التي يستخدمها لاحتجازهم وتمكينهم من مشاهدة جرائم التعذيب التي تُمارس ضدهم والسماح لهم بتصويرها.

المعتقلون المفرج عنهم أكدوا أن جنود الاحتلال تعمدوا عرضهم أمام المدنيين الإسرائيليين والادعاء بأنهم مقاتلين يتبعون لفصائل فلسطينية وشاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023. بحسب البيان.

اعتقالات عشوائية

وأفاد الفلسطيني عمر أبو مدللة (43 عامًا) لفريق الأورومتوسطي: تم اعتقالي من الحاجز المقام بالقرب من دوار الكويت الذي يفصل مدينة غزة عن المنطقة الوسطى ضمن حملة اعتقالات عشوائية كانت تتم بناء على هيئة الأشخاص وأشكالهم، وقد تعرضت لتعذيب وتنكيل في جميع مراحل الاعتقال التي استمرت لحوالي 52 يومًا”. مشيرًا إلى أن جنودًا إسرائيليين “جلبوا مدنيين ليشاهدوا تعذيبنا عاريين.

وأضاف أبو مدللة، أن الجيش الإسرائيلي أحضر عددًا من المدنيين الإسرائيليين في مراكز احتجازنا أثناء ضربنا، وكان يقول لهم هؤلاء مخربين حماس الذين قتلوكم واغتصبوا نساءكم في 7 أكتوبر، فيما كان المدنيون الإسرائيليون يصورون عملية الضرب والتنكيل والتعذيب التي تعرضنا لها عبر هواتفهم المحمولة، وكانوا يسخرون منا.

وتابع: حدث هذا الأمر خمس مرات أثناء احتجازي، مرة في «بركسات زيكيم»، وكنا معصوبي الأعين، ولكن أحد المعتقلين الذي كان يتحدث العبرية أبلغنا بأن الجنود كانوا يتحدثون إلى مدنيين إسرائيليين ويدَّعون بأننا مقاتلين تم القبض علينا، فيما تكرر الأمر ذاته أربع مرات أخرى في مركز الاعتقال في النقب بإحضار مجموعات متتالية من الإسرائيليين داخل خيام ليشاهدوا تعذيبنا ويقومون بتصوير الممارسات التي نتعرض لها من الجنود دون أن يكون بيننا وبينهم أي احتكاك لفظي أو جسدي، وقد شاهدتهم بعيني في المرات الأربع لأننا لم نكن معصوبي الأعين في وقتها.

وذكر أبو مدللة أن، أحد المعتقلين ممن يتحدثون اللغة العبرية حاول التوضيح للمدنيين الإسرائيليين بأننها مدنيون وليس لنا علاقة بأي أنشطة عسكرية، ولكن ذلك أيضاً لم يجدِ نفعًا، لافتًا إلى أنه تعرض لتعذيب نفسي وجسدي شديد لكن جلب مدنيين إسرائيليين ليوثقوا مشاهد التعذيب بادعاء جنود الجيش بأننا قتلنا واغتصبنا أقاربهم كان أمرًا مختلفًا ومشينًا.

كما أفاد المواطن ض.ح (42 عامًا) للأورومتوسطي: خلال فترة اعتقالي، كان يتم إحضار مدنيين إسرائيليين لمشاهدة عمليات التنكيل والتعذيب التي كنا نتعرض لها، والتي كان يتعمد الجيش البدء فيها عند حضورهم، وكان هؤلاء الإسرائيليون أحيانًا يحضرون كلابهم معهم للنباح علينا، وكانوا يقومون بتصويرنا بهواتفهم الخاصة من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة التيكتوك، وكان الجنود أنفسهم يقومون بالشيء ذاته، ويقومون بتصويرنا من خلال التيكتوك.

واستغرب المرصد الأورومتوسطي من تضارب ادعاء الجيش الاسرائيلي بأن من اعتقلهم وعذبهم من المدنيين الفلسطينيين بحضور مجموعات مدنية إسرائيلية كانوا مقاتلين شاركوا في هجوم السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، مع الإفراج عنهم لاحقًا، ما يؤكد بأن الرواية الاسرائيلية مغلوطة وغير صحيحة، واستخدمت للانتقام من المدنيين الفلسطينيين والاعتداء على كرامتهم بكافة الوسائل.

ولفت المرصد الحقوقي، إلى أنه هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الممارسات غير القانونية بتنفيذ التعذيب على مرأى من مدنيين إسرائيليين والسماح لهم بتوثيقها بهواتفهم وهم يسخرون من المعتقلين الفلسطينيين.

وقال: "نستغرب من تضارب ادعاء جيش الاحتلال بأن من اعتقلهم وعذبهم بحضور مجموعات مدنية إسرائيلية كانوا مقاتلين مع الإفراج عنهم لاحقًا؛ ما يؤكد أن الرواية الإسرائيلية مغلوطة وغير صحيحة واستخدمت للانتقام".

واعتبر الأورومتوسطي جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" وسلوك الجيش بتحويلها إلى فقرات استمتاع لمدنيين إسرائيليين ينطوي على اعتداء خطير على كرامة هؤلاء الأشخاص.

ونوه إلى، الغالبية العظمى ممن تم اعتقالهم من داخل القطاع يخضعون للاحتجاز التعسفي دون توجيه تهم لهم أو عرضهم على القضاء، ويحرمون من المحاكمة العادلة ويتعرضون للإخفاء القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية.

ودعا المرصد الأورومتوسطي، اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تفقد مراكز وسجون احتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتحقيق فيما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم مروعة والعمل على الكشف عن مصيرهم فورًا.

اخبار ذات صلة