قائمة الموقع

فتح تقود فزاعة "إنهاء الإنقسام" وهي تكرسه

2011-02-23T17:02:00+02:00

فايز أيوب الشيخ

بعناوين مبهمة, تقود حركة فتح فزاعة "إنهاء الانقسام" عبر التصريحات المنمقة والمبادرات الشخصية من ناحية، وبالتحريض على المظاهرات والاحتجاجات في قطاع غزة من ناحية أخرى, في ظل تهديد واعتقال وتعذيب أنصار حركة حماس في الضفة.

وتأتي محاولات حركة فتح  ظناً منها بأنها ترمي بالكرة في ملعب حركة حماس، في حين ترى الأخيرة أنه لا ضير في كل مايجري إذا ما بُني على أساس سليم لمعالجة جوهر هذا "الانقسام" والمحافظة على الثوابت الوطنية.

هبة جماهيرية..!؟

وفي ذات السياق، زعم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن ما تقوم به حركته من دعوات للتظاهر ضد الانقسام "ليس فزاعات، وإنما رغبة حقيقية منها للضغط على حركة حماس للاستجابة لمطلب الشارع الفلسطيني "، مبرراً دعوته للبدء بما وصفها "الهبة الجماهيرية" من قطاع غزة "بأن حماس هي من بيدها إنهاء الانقسام بالتوقيع على الورقة المصرية"، على حد تعبيره.

واعتبر الأحمد أن "الورقة المصرية" مازالت قائمة وصالحة للبناء عليها، وعلى حركة حماس أن توقع عليها للتوجه بعدها إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، مشيراً إلى أن التغيرات العربية والإقليمية يجب أن تكون دافعاً أقوى للشعب الفلسطيني في توحيد شطري الوطن تحت حكومة فلسطينية موحدة.

ومن جملة التصريحات المنمقة والمبادرات الشخصية التي نقلتها وسائل إعلام محلية عن قادة فتح والسلطة "طرحاً مبهماً" عن استعداد "سلام فياض" للقبول بمشاركة حركة حماس في حكومته "غير الشرعية" مع احتفاظها بسيطرتها على قطاع غزة، كما زعم.

وفي تصريح آخر لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث يتخلله الإعلان عن نيته في زيارة غزة قال فيه :"أنه لا داعي لتشكيل وزارة جديدة الآن ويجب الانتظار لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية قريبة تضم حماس، سيما وأننا نسعى للمصالحة الوطنية".

وبالمقابل، اعتبرت حركة حماس "أن دعم فتح لشعار إنهاء الانقسام هو مجرد مناورات إعلامية للخداع وتضليل الشارع الفلسطيني".

شعارات على أسنة الرماح

ويؤكد البردويل لـ"الرسالة نت"، أن حركته لا تقلل من أية مبادرة وطنية لإنهاء "الانقسام"، ولكنه رفض أن تكون هذه المبادرات نابعة من عواطف وأمنيات خالية من التحليل الدقيق والموضوعي لأصل المشكلة التي أدت إلى هذا "الانقسام".

وشدد على أهمية خلو هذه المبادرات من "تسييح للأمور وتجاهل وإغماض العين عن جوهر المشكلة في منظمة التحرير الفاسدة ومنهج المفاوضات الأفسد".

ويرى البردويل في الدعوات التي يطلقها قادة فتح للتظاهر ضد حركة حماس لدفعها على ما يزعمونه "إنهاء الانقسام"، بأنه لا يخلو من الشبه فيما حدث في عهد الإمام علي بن أبي طالب حينما رفع الخوارج المصاحف على أسنة الرماح, وقاتلهم "علي" وقال لمعارضيه عبارته المشهورة " إنها كلمة حق أُريد بها باطل".

وأضاف البردويل " هاهم قادة فتح والسلطة يرفعون اليوم على أسنة الرماح شعاراتهم بإنهاء الانقسام وأيديهم تخوض في دماء وأعراض الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية"، مؤكداً أن هؤلاء يرفعون شعاراً بريئاً –إنهاء الانقسام- ولكنهم يريدون به الباطل ليدغدغوا به عواطف الناس ويسبقون به أي انتقاد لهم ويحاولون بذلك اخفاء عوراتهم خلف هذا الشعار.

ممارسات فتح بالضفة

وتطرق البردويل إلى جملة الممارسات القمعية والبوليسية التي تمارسها "سلطة فتح" في الضفة الغربية والمتزامنة مع دعواتها المزيفة لإنهاء الانقسام فقال :"للأسف الشديد فإن الاعتقالات السياسية والتنسيق الأمني مع الاحتلال مستمر، وإغلاق المؤسسات وتدميرها والملاحقة اليومية المحاكمات العسكرية مستمرة، كما أن الإقصاء الوظيفي وحالة الخذلان للشعب الفلسطيني من خلال فضائح المفاوضات سراً وعلناً مستمرة، في حين أن عيونهم ترنو إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغم أنها السبب في كل الداء الذي وصلنا إليه".

وأضاف: "كل النقاط التي توحد عليها الشعب الفلسطيني هم انشقوا عنها واخترعوا غيرها، ولذلك لا يوجد انقسام في الشعب الفلسطيني، ونحن نربأ بشعبنا أن يكون منقسماً، فشعبنا موحد وهم انشقوا عن إرادته بالتنازل عن ثوابته".

ودعا البردويل فصائل اليسار للتدقيق في المصطلحات وألا يحرفوا مفهوم "الانقسام"، فهناك فرق بين الانقسام هل حول المصالح الشخصية و المشكلة الأساسية في البرنامج الوطني الذي أهانته المفاوضات وأهانه التنسيق الأمني..؟.

وشدد البردويل على أن فصائل اليسار عليها أن تحدد موقفها من منظمة التحرير التي ينتمون إليها "هل مازالت صالحة لأن تمثل الشعب الفلسطيني أم أنها فاسدة لا تمثل إلا جماعة المفاوضات؟.. فإذا أقروا بأنها منظمة صالحة فهنيئاً لهم بها، وأما إذا أقروا بأنها منظمة فاسدة فعليهم أن يجهروا علناً بذلك"، وختم قائلاً "لا يمكن أن يبدأ أي حل إلا بإعادة صياغة منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لبرنامج وطني مقاوم للاحتلال".

نتائج ظروف محيطة

من جهته قال النائب المستقل الدكتور حسن خريشة "أن حركة فتح تحاول كسب الوقت أكثر في ظل المأزق الذي تعيشه في الضفة الغربية، من خلال استغلال الشارع الفلسطيني والمناورة في الحديث عن المصالحة بالدعوات للتظاهر تحت شعار إنهاء الانقسام".

وأضاف لـ"الرسالة نت" إن مزاعم "سلطة فتح" للرغبة في المصالحة  "نابعة من نتائج الظروف المحيطة و رياح التغيير التي هبت على الوطن العربي، والمفاوضات التي وصلت بها إلى طريق مسدود بعد أن تخلت عنها الولايات المتحدة مؤخراً باستخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يدين الاستيطان"، لافتاً إلى أن حركة فتح باتت مقتنعة بأن الورقة المصرية ذهبت أدراجها بعد سقوط نظام حسني مبارك وأن حصار غزة سينتهي عاجلاً أم آجلاً.

وعبر خريشة عن اعتقاده بأن فصائل اليسار وحركة فتح "يصبون في خانة واحدة"، مشيراً أن اليسار انحاز منذ اللحظة الأولى للانقسام إلى طرف دون الآخر وقال :"نأمل أن يكون تساوقهم تحت شعار إنهاء الانقسام جدي وحقيقي وليس للاستهلاك المحلي وغرض الدعاية الإعلامية ".

 

 

اخبار ذات صلة