اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح وفجر اليوم الأربعاء عددًا من الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، في ظل تصاعد حصيلة الاعتقالات منذ الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى، أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الفلسطينيين من الضفة، خلال مداهمات وتفتيشات، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع والمشاركة في أعمال مقاومة مسلحة.
واقتحمت قوات الاحتلال نابلس وسيرت دورياتها في الشوارع وحاصرت المنطقة الشرقية منها ونشرت فرق قناصة في مواقع متفرقة مع مداهمة عدة منازل في المدينة، حيث دارت اشتباكات مع قوات الاحتلال في محيط قبر يوسف بالمدينة.
ومن محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة الخليل، كما استولت على مركبات في بيت أمر.
وفي محافظة جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة قضاء جنين، قبل أن يلقي شبان عبوات محلية الصنع وحجارة تجاه جنود وآليات الاحتلال العسكرية، والذين أطلقوا الرصاص الحي والغاز السام بكثافة.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد قضاء جنين، ودهمت عدة أحياء وشنت حملة تفتيش فيها، كما صادرت مركبة فلسطينية بالقرب من البلدة.
واندلعت مواجهات، عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة سبسطية قضاء نابلس، وداهمت منطقة البلدة القديمة، وشوارع عدة في البلدة وسط إطلاق الرصاص الحي بكثافة.
ورشق شبان مركبة للمستوطنين بالحجارة قرب بلدة سنجل قضاء رام الله، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير، حيث استنفرت على إثرها قوات الاحتلال في المنطقة وشرعت بحملة تفتيش ومداهمات.
ونفذت قوات الاحتلال حملة مداهمة وتفتيش لمنازل السكان في بلدة سلواد شمالي شرق رام الله، عقب اقتحامها بعدة آليات عسكرية.
وفي وقت سابق، ارتفعت حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر المنصرم، إلى أكثر من (7422) حالة، بعد اعتقال 22 فلسطينيًا أمس الثلاثاء.
وقالت "هيئة الأسرى والمحررين" و"نادي الاسير" الفلسطيني حقوقي مقره رام الله في بيان مشترك، مواصلة الاحتلال بشكل أساسي "استهداف الأسرى السابقين، حيث اعتقل الأسيرتين السابقتين أمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي، وشقيقته حنان البرغوثي من بلدة كوبر، وهي إحدى الأسيرات اللواتي أفرج عنهن ضمن صفقات التبادل، بالإضافة إلى اعتقال السيدة منى أبو حسين من بلدة عابود".
وأكد البيان أن "عمليات الاعتقال توزعت على محافظات، رام الله، الخليل، نابلس، طولكرم، قلقيلية، أريحا، رافقها عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة الأموال، والأجهزة المحمولة، كما وقام الاحتلال اليوم بهدم منزل الأسير عبدالله مساد من بلدة كفر دان/جنين، وهو معتقل منذ آب/أغسطس 2023".
يُشار إلى، أنّ الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 151 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية، إذ يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.
وفي وقت سابق، أفادت المؤسستان، بأن أكثر من 9 آلاف معتقل ومعتقلة في سجون الاحتلال، يواجهون إجراءات انتقامية وتنكيلية غير مسبوقة، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم.
وقالت الهيئة ونادي الأسير، أنه “على مدار الفترة الماضية لم تختلف وتيرة الإجراءات التي فرضت على المعتقلين والمتمثلة في أساسها بعمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة، والتي تهدف في جوهرها إلى سلبهم إنسانيتهم وحرمانهم من أدنى حقوقهم”.
وأشارا إلى، أن “عامل الزمن يشكل مؤثرًا أساسيًا على مصير المعتقلين، في ظل استمرار وتيرة الإجراءات الانتقامية والتنكيلية بحقهم وبعض السياسات التي تصاعدت وزادت حدة معاناتهم على عدة أصعدة”.
وأكدتا، أن سياسة العزل بمستوياتها المختلفة تشكل إحدى أخطر السياسات التي تصاعدت بوتيرة غير مسبوقة على المعتقلين بشكل جماعي، وأصبحت تتخذ مفهوما آخر بعد السابع من أكتوبر الماضي، خاصة بعد أن جردتهم إدارة السجون الصهيونية من أبسط الأدوات ووسائل التواصل مع العالم الخارجي.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.