بينما يصادف اليوم الـ 8 آذار/ مارس يوم المرأة العالمي، نعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، 8900 امرأة قتلن بدم بارد، فيما يعيش من بقي من النساء في ظروف "إذلال حقيقي" تمارسه إسرائيل التي تحاكم في "العدل" الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".
جاء ذلك في بيان صدر عن "الإعلامي الحكومي"، فجر الجمعة، بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للمرأة والذي يوافق الثامن من مارس/آذار من كل عام.
وتزامن هذا اليوم العالمي في 2024، مع مرور أكثر من 5 أشهر على حرب شرسة تشنها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، مثلت بموجبها "تل أبيب" لأول مرة في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية، للمحاكمة بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وذكر البيان أن "هذا اليوم العالمي يأتي على المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ليكون مثالا حقيقيا لإذلال المرأة وقتلها وإطلاق النار عليها وتعذيبها، وإجبارها على النزوح وليس رفع شأنها وتكريمها".
وأضاف أن هذه المناسبة العالمية تأتي أيضا "في الوقت الذي يقتل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي المرأة الفلسطينية بدم بارد في حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها على المدنيين، وفي الوقت ذاته يقف العالم متفرجا على هذه الكارثة وهذا الانتهاك الخطير ضد المرأة الفلسطينية دون أن يحرك ساكنا".
وفي ختام البيان، وجه "الإعلامي الحكومي" في غزة تحية للمرأة الفلسطينية بمناسبة يوم المرأة العالمي، ولفت إلى "صمودها في ظل ظروف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال".
وشدد على أن المرأة الفلسطينية "مثالا ورمزا للصمود والعزيمة، فهي تشارك جنبًا إلى جنب مع الرجل في مختلف مجالات الحياة، وتُقدم تضحيات جسام في سبيل نيل حقوقها وحقوق شعبها وأبنائها".
ومن جهتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الجمعة، بأن 63 امرأة في قطاع غزة تستشهد يوميًا إثر الحرب الإسرائيلية، غالبيتهن أمهات.
وقالت في بيان صدر بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/ مارس، إنه في هذا اليوم "تستمر النساء في غزة في تحمل عواقب هذه الحرب الوحشية، حيث قُتل ما لا يقل عن 9000 امرأة".
وأوضحت أنه "في المتوسط، تُقتل 63 امرأة يوميا في غزة، بينهن37 أما تترك عائلاتها وراءها".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مساء أمس الخميس، عن استشهاد 9 آلاف امرأة فلسطينية في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة، في بيانٍ صحافي، إن "الاحتلال الإسرائيلي قتل نحو 9 آلاف سيدة منهن آلاف الأمهات والسيدات الحوامل والكوادر الصحية".
وأوضحت أن "المجتمع الدولي تنكر لحقوق المرأة الفلسطينية وصمت عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقها، ما ساهم في الإبادة الجماعية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات وأطفالهن وعائلاتهن يوميا على يد القوات الإسرائيلية المدعومة أميركيا وأوروبيا".
وأشارت إلى أن "المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، تتعرض لأسوأ كارثة إنسانية من القتل والتشريد والاعتقال والإجهاض والأوبئة والموت جوعا نتيجة العدوان الإسرائيلي".
فيما أعلن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن 75% من إجمالي عدد الجرحى من الإناث، وأن النساء والأطفال شكلوا ما نسبته 70% من المفقودين في غزة.
الحوامل وسوء التغذية
وفي الإطار، أضافـت وزارة الصحة، أن نحو 60 ألف امرأة فلسطينية حامل في قطاع غزة، يعانين من سوء التغذية والجفاف، جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
جاء ذلك في بيان للوزارة عشية يوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 آذار/ مارس من كل عام.
وقالت الوزارة: "60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة".
وأضافت أن "النساء يشكلن 49 بالمئة من سكان القطاع معظمهن في سن الإنجاب، ونحو 5 آلاف سيدة تلدن شهريا في ظروف قاسية وغير آمنة ولا صحية نتيجة القصف والتشريد".
وفي 19 شباط/ فبراير الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل "تهديدا خطيرا" على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، هذا إلى جانب أزمة صحية جراء انتشار الأوبئة وضعف الخدمات الطبية.
وتواصل "إسرائيل" حربها المدمرة ضد قطاع غزة للشهر السادس على التوالي رغم مثولها للمرة الأولى منذ قيامها عام 1948 أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.
وإضافة إلى الخسائر البشرية الهائلة، تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة، وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل قرابة 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.