واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، الثلاثاء، مع دخول حرب "الإبادة الجماعية" على غزة يومها الـ186.
واستشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم الثلاثاء، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، وتركزت عمليات القصف الاسرائيلية فجرا، على مدن غزة، ودير البلح، ورفح، ومناطق شمال غزة، فيما باشرت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المتحلل غالبيتها من مناطق انسحاب جيش الاحتلال من مجمع الشفاء بغزة وخانيونس.
ومنذ أمس، باشرت طواقم الدفاع المدني ووزارة الصحة عمليه استخراج جثث الشهداء الذين قضوا جراء "جرائمه وحشية" ارتكبها جيش الاحتلال خلال مكوثه بالمجمع الطبي وتحويله لثكنة عسكرية، و"ساحة إعدام" بحق المرضى والنازحين الكوادر الطبية، على مدار 15 يومًا، ومن مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
ومن جهته، قال الطبيب خليل حمادة، مدير عام الطب البشري والمعمل الجنائي بوزارة الصحة في غزة، أن طواقم الوزارة تعمل بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة على استخراج جثامين الشهداء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في عمليته داخل مستشفى الشفاء في غزة"، مشيرًا إلى صعوبات بالغة تواجههم بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة لاستخراج الجثامين وتحديد هوياتها وأشار إلى أن "الجثث تعرضت للتمزيق والتشويه مما يجعل من الصعب التعرف عليها، وقد دُفنت في المجمع من قبل الجيش".
وأضاف: "نحن نوثق هذه الأحداث التي تُعتبر جريمة كبيرة، ونعد لها ملفاً لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه".
في السياق نفسه، قال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، لمراسل الأناضول: "تم استخراج عدد من الجثث التي قتلها الجيش الإسرائيلي، ومن بينهم أطفال ونساء من مجمع الشفاء الطبي".
وأشار إلى نقص الإمكانيات المتاحة في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع، موضحاً أن "الجثث متحللة ومقطعة وتتطلب إمكانيات متخصصة، ولكن نتيجة لتدمير إسرائيل للبنية التحتية الصحية، تواجه الطواقم صعوبات كبيرة".
وأضاف بصل: "هناك مئات من التقارير التي وصلتنا عن مفقودين، ولا نعرف مصيرهم، هل هم شهداء، أم تحت أنقاض المنازل، أم معتقلين لدى الجيش الإسرائيلي".
وعلى آخر الأحداث، أستشهد مواطن وأصيب 20 آخرين في قصف جوي إسرائيلي على منزل في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بينما استهدفت غارة إسرائيلية محيط شارع "المدارس" بالمدينة.
كما أفاد مراسلنا باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف لجان تعمل على تأمين المساعدات جنوب شرق مدينة غزة.
وأضاف أن قوات الاحتلال شنت غارة على حي التنور شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع اصابات.
كما قصفت مدفعية الاحتلال حي التفاح في المنطقة الجنوبية من مدينة غزة إضافة إلى قصف على شمال غزة.
وتوقعت مصادر صحية في القطاع، ارتفاع عدد الشهداء في خان يونس بعد انسحاب الاحتلال، حيث تم انتشال 84 جثماناً حتى الآن بعضها متحلل.
وكانت مصادر محلية قد أفادت بارتقاء خمسة شهدداء بينهم رئيس بلدية المغازي في قصف إسرائيلي استهدف مبنى البلدية بمخيم المغازي، وسط القطاع، الليلة الماضية، كما استشهد الطبيب شادي أبو حسنين في قصف استهدف مفترق السرايا بمدينة غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، ما أدى لاستشهاد 33,207 مواطنين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 75,933 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف في عداد المفقودين تحت الركام، وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.