قائمة الموقع

(بالصور) "الموت البطيء".. الحرب بغزة تهدد حياة الأطفال المرضى دون فرص عاجلة للعلاج

2024-04-09T14:29:00+03:00
7wv5C.jpg
هداية محمد التتر

تتواصل حرب "الإبادة الجماعية" على قطاع غزة، لأكثر من نصف عامٍ، تمر على أطفال غزة ممن يعانون من ويلاتها وآثارها، ومن هؤلاء أصحاب الأمراض المستعصية واللذين هم بحاجة إلى أدوية خاصة وعلاج خارج قطاع غزة، في ظل إنهيار المنطومة الصحية بالكامل، وقلة الإمكانيات الطبية والإنسانية اللازمة لإغاثتهم ومنحهم فرص أكبر للنجاة، نتيجة تراكم الحصار المطبق على غزة منذ 16 عاماً، والحرب "الوحشية" التي تضاعف المعاناة وتحولها لأكثر تعقيدًا وصعوبة.

وتشير منظمات عالمية، إلى أن ثمة حاجة ماسة إلى إجلاء نحو 9 آلاف مريض خارج قطاع غزة للحصول على الخدمات الصحية المنقذة للحياة منها علاج السرطان والإصابات الناجمة عن القصف، كما أن آلاف المرضى محرومون من الرعاية الصحية مع وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في أنحاء القطاع.

توقف التحويلات الخارجية

في أولى القصص، الطفل يوسف أبو صقر (عامان)، يرقد بالجسد النحيل الذي يعاني من مرض عضال يسمى "كثافة وتصخر العظام"، على سرير مشفى لأ أدوية وعلاج كافٍ، حيث كان يعالج في مشافي الأراضي المحتلة عام 1948، ونظرًا للحرب على قطاع غزة أوقفت التحويلات الخارجية لتزيد من معاناته ومضاعفة مرضه.

وعن ذلك، تقول والدة الطفل يوسف لموقع "الرسالة نت": "طفلي بحاجة إلى زراعة نخاع ولتوقف التحويلات العلاجية، ازدادت حالته الصحية سوءًا، فأصبح يعاني من ارتفاع في كريات الدم البيضاء، ونزول دمه إلى 5، كذلك تضخمات في الطحال والكبد وسوء التغذية بسبب المجاعة التي تسيطر على مدينة غزة وشمالها، فلا خضار ولا فواكه ولا حليب أو أي من مشتقاته"، واصفة الوضع بالكارثي ويرثى له.


 

وتساءلت بصوت يملأه الحزن على حالة طفلها: ما ذنب هذا الطفل يحرم من العلاج؟، معربة عن تخوفها من فقدان طفلها لحواسه إن لم يتم استكمال علاجه، مردفةً: "في هذا المرض يضغط العظم على الأعصاب، والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع والبصر بعدما فقد النطق والمشي".

وتناشد والدة الطفل يوسف بمساعدتها لاستكمال طفلها علاجه "ويعيش كغيره من الأطفال في أي مكان".

عدم توفر العلاج

أما الطفلة مرام منصور "5 سنوات" تعاني من مشكلات صحية في الكلى وكانت تتابع بشكل دوري في مستشفى الرنتيسي التخصصي، وتحصل على علاجها ما ساعدها على مواجهة المرض والعيش كأقرانها من الأطفال.

وتسرد والدة الطفلة مرام، أن طفلتها كانت بصحة جيدة تذهب إلى روضتها مشياً على الأقدام، تقرأ وتلعب كأي طفل طبيعي، "إلى أن جاءت الحرب واحتل العدو الصهيوني مستشفى الرنتيسي ودمره عن بكرة أبيه، فلم يعد يتوفر أطباء نتابع معهم، ولا صيدليات نشتري منها العلاج ما أدى لتدهور حالتها الصحية".


 

وتقول والدة الطفلة مرام وقلبها يعتصر ألمًا: "كل ذلك أثر على وزنها وأدى إلى بروز عظام جسمها، كما أنها لم تعد تقوى على تحريك أطرافها ولا حتى إغلاق جفنها، تنام وعيونها مفتوحة، وبعد أخذها شيئا من علاجها".

وتوضح أنها توجهت بطفلتها إلى مستشفى المعمداني علها تجد ما ينقذ طفلتها من الموت، "فتم تحويلنا إلى مستشفى كمال عدوان وبدأت بالحصول على بعض من علاجها، والذي تأخذه عبر الوريد لعدم توفره على شكل حبوب".

وأضافت: "بالإضافة لمرضها أصبحت تعاني من جفاف لم تتعافى منه إلى الآن، فهي من المفترض أن تشرب مياه معدنية، وتأكل أغذية صحية والتي لم تعد تتوفر البتة، فضلا عن ذلك، علاجها مرتبط بالغذاء الصحي فإن توفر أحدهما ولم يتوفر الآخر لن يستفيد جسده منه".

يذكر، أن العديد من الحالات المرضية المستعصية كالسرطان والقلب والأعصاب والتي تحتاج إلى العلاج بالخارج، سواء في القدس أو الأراضي المحتلة فقدت حقها في هذا العلاج.

9 آلاف مريض بحاجة للعلاج بالخارج

قالت منظمة الصحة العالمية، إن ثمة حاجة ماسة إلى إجلاء نحو 9 آلاف مريض خارج قطاع غزة للحصول على الخدمات الصحية المنقذة للحياة منها علاج السرطان والإصابات الناجمة عن القصف.

وأضافت منظمة الصحة في بيان نشر على منصة "إكس"، أن آلاف المرضى محرومون من الرعاية الصحية مع وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في أنحاء القطاع.

وفي تقرير سابق، حذرت منظمات طبية عاملة في قطاع غزة من توقف عمليات الإجلاء الطبي من شمال غزة منذ أكثر من شهر، مؤكدةً أن ذلك يترك مئات المصابين بجروحٍ خطيرة محاصرين في المستشفيات الواقفة عن العمل وينتظرون الموت بأي لحظة.

وقال باتريك مونز رئيس بعثة مؤسسة Cadus الخيرية الطبية الألمانية في غزة، لصحيفة The Guardian البريطانية،  إنَّ سيارات الإسعاف بحاجة إلى الوصول العاجل لشمال القطاع لنقل المرضى ذووي الحالات الأخطر للحصول على رعاية متخصصة، إذ لا توجد وحدات للعناية المركزة تعمل في شمال غزة؛ لذلك يموت الفلسطينيون الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال على الأرض.

وأضاف، "الأشخاص الذين سننقلهم، على الأقل في بداية عملية الإجلاء، هم مرضى رعاية حرجة، لكن حالتهم مستقرة"، مشيراً إلى توقف عمليات الإجلاء الطبي منذ أكثر من شهر. وأكد: "كان يجب إجلاؤهم الأمس قبل اليوم".

يمكنهم البقاء على قيد الحياة إذا تلقوا العلاج

وأشار إلى، أن العشرات من المرضى في المستشفيين الوحيدين العاملين في مدينة غزة استقرت حالتهم بعد بتر أطرافهم، أو رعاية الحروق الشديدة التي أصابتهم، ويمكنهم البقاء على قيد الحياة إذا تلقوا العلاج في رفح أو خارج غزة.

وأوقفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عمليات الإجلاء بعدما تعرض موظفو القوافل الطبية لهجمات متكررة، إضافة إلى المضايقة والاحتجاز من القوات الإسرائيلية.

وحتى بالنسبة لعمال الإغاثة الدوليين، فإنَّ السفر إلى مدينة غزة أمر خطير ويمثل تحدياً لوجستياً. وللأسباب ذاتها، أوقفت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قوافل الغذاء، في فبراير/شباط، بعدما تعرضت إحداها لإطلاق نار من السفن الإسرائيلية، لكن الحاجة إلى إخراج المرضى صارت ملحة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن "إسرائيل" عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة، خلّف عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

وتواجه "إسرائيل" تهم ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، إثر الفظائع المرتكبة بالقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وتفرض عليه "تل أبيب" حصارًا منذ عام 2006، ما جعل 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات.

وجراء الحرب وقيود "إسرائيلية"، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

اخبار ذات صلة