اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم الأربعاء، من جهة باب المغاربة، وذلك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ثاني أيام عيد "الفصح" اليهودي.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فإن المئات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات ضمت كل مجموعة 35 مستوطنًا، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم تحت حراسة عناصر شرطة الاحتلال.
وأفادت الأوقاف الإسلامية بأن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في ثاني أيام عيد "الفصح" اليهودي ارتفع إلى 532.
وشاركت مجموعات من المستوطنين بشعائر توراتية وبأداء طقوسا تلمودية في ساحات الحرم وقبالة مصلى باب الرحمة وقبة الصخرة، تخللها تقديم شروحات عن "الهيكل المزعوم"ن قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة.
وفرضت قوات الاحتلال تضييقات وتشديدات على وصول الفلسطينيين إلى مداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين باحاته.
وتحولت القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث تم نشر أكثر من 3 آلاف من عناصر شرطة الاحتلال في جميع أنحاء المدنية، حيث نصبت القوات عشرات الحواجز الحديدية في الشوارع والطرق المؤدية للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأوقفت الفلسطينيين وفحصت هوياتهم وأغراضهم.
وكثفت "منظمات الهيكل" من دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى خلال "الفصح" الذي بدأ صباح أمس الثلاثاء، ويستمر على مدار أسبوع.
وتسعى هذه المنظمات خلال أيام عيد الفصح إلى محاولة تنفيذ طقس ذبح قربان "الفصح" اليهودي داخل الأقصى أو نثر دم القربان في ساحات الحرم القدسي الشريف.
دعت منظمات "الهيكل" المزعوم، إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، لتقديم "قربان" عيد الفصح اليهودي، وستقود الجولات شخصيات متطرفة عديدة، وذلك منتصف الليلة التي تسبق بدء العيد، في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، والذي يصادف أمس الثلاثاء.
وذكرت صحيفة "إيسرائيل هيوم" العبرية، أن "منظمات الهيكل" طلبت من أنصارها التجمع عند باب المغاربة للمطالبة بالسماح لهم باقتحام الأقصى في منتصف تلك الليلة لتقديم "قرابين" الفصح داخل المسجد.
وتستغل سلطات الاحتلال الأعياد والمناسبات اليهودية للتضييق على المواطنين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم، من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها، وإعاقة حركة تنقل المواطنين ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة، في الوقت الذي تُسهّل فيه اقتحامات المستعمرين للمدن الفلسطينية، والمقامات الإسلامية والأثرية في الضفة، خاصة الحرم الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأقصى في القدس.
وفي تفاصيل جديدة، أعدّت جماعات الهيكل برنامجًا يوميًا في الأسبوع السابق لعيد الفصح، لاقتحامِ المسجد الأقصى وإجراء جولاتٍ للمستوطنين في رحابه، وستقود الجولات شخصيات متطرفة عديدة منها الصحافي أرنون سيجال، وعضوا الكنيست الأسبقين شولي معلم وموشيه فيجلن، والمستشرق الصهيوني مردخاي كيدار.
وعيد الفصح، هو عيد رئيسي عند اليهود، ويحتفل به في ذكرى خروج بني "إسرائيل" من مصر هربًا من فرعون، ويحظر دينياً العمل في اليوم الأول والأخير من العيد، ومن أبرز طقوس العيد، امتناع اليهود عن أكل الخبز وأي طعام مصنوع من الخبز المختمر، وشرب 4 كؤوس من الخمر خلال قراءة النصوص الدينية.
مكافآت مالية لمن يستطيع تهريب قربان إلى رحاب الأقصى
وفي وقت سابق، كشفت مؤسسة "القدس الدولية"، الجمعة، عن تحضير المنظمات المتطرفة لرفع حدة الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك هذا العام، ورصد مكافآت جديد، لمن يستطيع إدخال القربان إلى الأقصى.
وقالت المؤسسة في بيان صحافي، إن "منظمة (عائدون إلى جبل المعبد)، وتحت شعار (النجاح هو التضحية الصحيحة)، أعلنت عن برنامج مكافآت جديد، تصل إلى 50 ألف شيكل (13 ألف دولار أميركي)، لمن يستطيع إدخال القربان إلى الأقصى".
وأوضحت المؤسسة، أنه في عام 2022، “أعلنت واحدة من المنظمات المتطرفة عن مكافآت مالية لمن يستطيع إدخال القربان إلى الأقصى أو تقديمه بالفعل، وفي عام 2023 أعلنت منظمة (العودة إلى جبل المعبد) عن مضاعفة هذه المكافآت، ليحصل كل مستوطن يعتقل أثناء التحضيرات على 500 شيكل (نحو 140 دولارا)،
أما من يتم اعتقاله داخل البلدة القديمة وهو يحمل القربان فسيحصل على 1200 شيكل (نحو 330 دولار أمريكي)، ومن يُعتقل داخل المسجد الأقصى وهو يحمل “نعجة الفصح” يصل تعويضه إلى 2500 شيكل (نحو 690 دولار أمريكي)، فيما تبلغ مكافأة من يذبح القربان داخل المسجد الأقصى 20 ألف شيكل (نحو 5500 دولار أمريكي)”.
وأشارت إلى، أن المنظمة رفعت مكافآت المستوطنين هذا العام، لتصل إلى “50 ألف شكيل (نحو 13 ألف دولار) لمن يذبح القربان ويقدمه، و200 شكيل (نحو 30 دولارا) لمن يشارك في الذبح، و700 شيكل (نحو 185 دولارا) لمن يحضر مراسم الذبح، و2500 (نحو 660 دولار) لمن ينشر صورة أو فيديو للذبح على وسائل التواصل الاجتماعي”.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس ماجد أبو قطيش، إنّ "تخطيط المستوطنين لتدنيس جماعي وإقامة طقوس تلمودية ولا سيما ذبح قربان حيواني بالمسجد الأقصى المبارك، يعني إشعال مزيد من ساحات المواجهة والغضب في وجه الاحتلال".