قائمة الموقع

دمار هائل غير مسبوق.. الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 80 عامًا

2024-05-03T11:52:00+03:00
5963192.jpeg
الرسالة نت

أفادت تقديرات صادرة عن الأمم المتحدة، أن كلفة إعادة إعمار قطاع غزة تتراوح بين 30 إلى 40 مليار دولار نتيجة حجم الدمار الهائل وغير المسبوق فيه بعد سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع المحاصر.

وأشارت التقرير،  اليوم الخميس، إلى أن إعادة إعمار غزة مهمة "لم يتعامل المجتمع الدولي مع مثلها منذ الحرب العالمية الثانية".

وتسبَب القصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو سبعة أشهر خسائر بمليارات الدولارات وأدى لتحول العديد من المباني الخرسانية المرتفعة في القطاع المحاصر والمكتظ بالسكان إلى أكوام من الركام، حيث أشار مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن الدمار جعل قطاع غزة "مثل سطح القمر".

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، في مؤتمر صحافي عقده من عمان، إن إعادة الإعمار في قطاع غزة "قضية مكلفة للغاية ستستغرق وقتا طويلا"، مشيرا الى أن كلفتها "تبلغ حوالي 18 مليار دولار".

وأوضح أن هذه التقديرات تستند إلى "ما التقطته الأقمار الاصطناعية من دمار، لكن هذه ليست القيمة النهائية على الأرض". وأضاف "تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأولية لإعادة بناء كلّ ما دمّر في غزة، تتجاوز الـ30 مليار دولار وتصل حتى إلى 40 مليار دولار".

وتابع "إنها مهمة لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية". وذكر أنه "جرى بحث تمويل (إعادة الإعمار) مع دول عربية وهناك إشارات إيجابية للغاية حتى الآن"، من دون أن يعطي تفاصيل أخرى.

وأشار إلى أن الاعتماد على "الأطر التقليدية" لإعادة البناء تعني أن "الأمر قد يستغرق عقودا من الزمن والشعب الفلسطيني لا يملك رفاهية عقود من الزمن. لذلك من المهم أن نقوم بسرعة بإسكان الناس في سكن كريم وإعادة حياتهم الطبيعية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية (...) خلال السنوات الثلاث الأولى بعد وقف إطلاق النار".

وأوضح التقييم، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن غزة بحاجة إلى "قرابة 80 عاما لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل". وكرّر الدردري أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل الى "37 مليون طن"، معتبرا أن هذا الرقم "هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ الأربعين مليون طن".

وتابع أن "72% من الأبنية السكنية دُمّرت كلّيا أو جزئيا"، بينما "التنمية البشرية في غزة بكل مكوناتها من صحة وتعليم واقتصاد وبنى تحتية تراجعت 40 عاما. أربعون عاما من الجهود والاستثمارات ذهبت أدراج الرياح".

واعتبر أن "المرحلة الأخطر هي أن يتوقف إطلاق النار ولسنا مستعدين. لذلك، لابدّ أن نكون جاهزين ومستعدين لتوفير السكن الموقت الكريم وإزالة الركام والتعامل مع آلاف الجثامين تحت هذا الركام".

وبحسب التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الأشهر السبعة الماضية، بأضرار لـ370 ألف مبنى، بينها 79 ألف مبنى دُمر بالكامل.

وأشار التقرير إلى أنه في أفضل سيناريو في حال توقفت الحرب اليوم، بحيث يتم تسليم مواد البناء بشكل أسرع خمس مرات مما كان عليه الأمر في عام 2021، فإن إعادة بناء جميع المباني المدمرة سيستمر حتى العام 2040.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، في بيان، إن "المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة".

وأشار التقرير إلى أنه في حالة استمرار الحرب تسعة أشهر، فمن المتوقع أن يزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8% نهاية عام 2023 إلى 60.7%، مما يجر جزءا كبيرا من أبناء الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر.

7500 طن من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء غزة

وفي تقرير سابق،  إن نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة متناثرة بأنحاء قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وإن إزالتها تستغرق قرابة 14 عاما.

وأوضحت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، في بيان، أن "هناك نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 14 عاما لإزالتها".

وللتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وفرق الإغاثة في هذه الأثناء، أصدرت الدائرة نداءات عاجلة للحصول على مساعدة من المجتمع الدولي لإزالة مخلفات الحرب من المتفجرات، وفق موقع "أخبار الأمم المتحدة".

وتقوم الدائرة الأممية بحملات توعية بمخاطر تلك الذخائر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل نصية عبر الهاتف، إضافة إلى توزيع منشورات على نحو 1.2 مليون شخص في غزة.

وأشار الموقع إلى وجود نحو 37 مليون طن من الحطام في القطاع الذي من المحتمل أن يحتوي على قرابة 800 ألف طن من "الأسبستوس" والملوثات الأخرى.

ويُطلق مصطلح "الأسبستوس" على مجموعة معادن ليفية تتكون طبيعيا تستخدم لأغراض العزل داخل المباني وفي مكونات ألواح التسقيف وأنابيب الإمداد بالمياه وبطانيات إطفاء الحرائق ومواد الحشو البلاستيكية والعبوات الطبية وغيرها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تمثل جميع أشكال "الأسبستوس" مواد مسرطنة للبشر، وقد تتسبب في الإصابة بسرطانات الرئة والحنجرة والمبيض وغيرها.

وعقب انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس جنوب القطاع في أبريل/ نيسان الماضي، أفادت بعثة فريق التقييم التابع للأمم المتحدة بأن "الشوارع والأماكن العامة امتلأت بالأسلحة غير المنفجرة، إضافة إلى العثور على قنابل تزن ألف رطل ملقاة على التقاطعات الرئيسية وداخل المدارس".

وأوضحت الأمم المتحدة أن جهودها مستمرة لتأمين المناطق وتجهيزها لعودة السكان إلى خان يونس، بما في ذلك تقييم الأضرار في المرافق التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ورسم خرائط للمناطق عالية الخطورة التي تحتوي على الشظايا والذخائر غير المنفجرة.

اخبار ذات صلة