تداولت حسابات وصفحات مؤيّدة لجيش الاحتلال صورة لنفق أرفقتها بتعليقات احتفالية تزعم أن هذه الصورة هي لنفق اكتُشف حديثًا في رفح جنوبي قطاع غزة، بعد دخول جيش الاحتلال إليها.
وذهبت بعض الحسابات للمبالغة في الرواية، وادّعت أنه تم اكتشاف 50 نفقًا بين رفح ومصر، وأن الصورة المتداولة هي لأحد تلك الأنفاق.
صورة قديمة
لكن هذا الادعاء زائف، فبالبحث العكسي عن الصورة يتبيّن أنها قديمة وقد نشرتها منصة "غيتي إميجز" المتخصصة في نشر الصور في السابع من يناير/ كانون الثاني الماضي.
وذكرت في وصفها أنها تظهر النفق الذي استخدمته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لمهاجمة إسرائيل عبر معبر "إيريز" الحدودي شمال غزة.
وبالبحث بكلمات مفتاحية مثل "إسرائيل" و"نفق" و"حماس" و"معبر إيريز" عثر فريق "العربي" على تقارير إعلامية نشرت الخبر منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
والنفق المشار إليه سلّطت وسائل الإعلام العبرية الضوء عليه باعتباره "نصرًا" لجيش الاحتلال، فيما تهكمت حماس على الخبر وعلّقت ساخرة "المهمة تمت، وصلتم متأخرين"، حيث أن النفق تم استخدامه مرة واحدة فقط وكان ذلك في هجوم طوفان الأقصى، وبالتالي فقط أدّى الغرض منه.
وفي شهر ديسمبر، ردت كتائب القسام على كشف جيش الاحتلال، عن نفق ضخم قرب معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة.
🔻المقاومة تنشر فيديو بعنوان "وصلتم متأخرين"، تعقيبًا على إعلان الاحتلال اكتشاف نفق في شمال قطاع غزة، مؤكدة أنها أنجزت المهمة المطلوبة من النفق.
— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) December 18, 2023
pic.twitter.com/SY0TE8Rdpk
ونشر الإعلام العسكري لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة حماس، مقطع فيديو تضمن لقطات بثها جيش الاحتلال لجولة لوزير الحرب في النفق المذكور، وعنونه: "وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت"، باللغة العربية والعبرية والإنجليزية.
وتضمن الفيديو بعد ذلك لقطات لمعركة طوفان الأقصى والهجوم الذي نفذته "الكتائب" يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على قواعد الاحتلال العسكرية وعلى المستوطنات. وتظهر تلك اللقطات تدمير آليات للعدو واقتياد أسرى إلى داخل القطاع، ما يشير إلى أن المهمة التي بني من أجلها النفق قد انتهت وأنجزت بنجاح.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبلها، عن اكتشافه نفقا شمال قطاع غزة، بطول 4 كيلومترات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام "بعمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مساره، والذي يصل أقصى عمق له إلى حوالي 50 مترا".
وأضاف: "تقع أقرب فتحة للنفق على بعد حوالي 400 متر من معبر إيريز (بيت حانون) شمال قطاع غزة".
وأشار جيش الاحتلال إلى أن "مسار النفق يتفرع إلى عدة فروع وخطوط جانبية، تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق".
وعن محتويات النفق، قال الجيش: "يحتوي المسار على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة التي تم تصميمها لمنع دخول قوات الجيش الإسرائيلي".
وأوضح أنه "انطلقت من النفق، عمليات هجومية استهدفت قواتنا أثناء القتال في أراضي قطاع غزة".
ويقع مدخل النفق على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من معبر "إيريز" شديد التحصين وقاعدة عسكرية إسرائيلية.