قائمة الموقع

خاص| أزمة المياه.. سكان قطاع غزة قد يموتون عطشا!

2024-05-29T22:08:00+03:00
الرسالة نت

الرسالة نت – محمد العرابيد 

يتواصل العدوان على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، استخدم الاحتلال (الإسرائيلي) أشكال حرب الإبادة كافة ومن بينها الحرمان من الحصول على المياه، ضد المدنيين والعزل في القطاع، ما فاقم في معاناة الفلسطينيين. 

إذ يصر الاحتلال على محاربة الفلسطينيين بالحصول على المياه الصالحة للشرب من خلال منع إدخال الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، كذلك منع إدخال قطع غيارات محطات المياه التي استهدفها الاحتلال بشكل مباشر ومتعمد منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ومنذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة، يعاني سكانها الأمرّين في توفير المياه الصالحة للشرب، والمستخدمة لأغراض التنظيف، جراء قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهداف مرافق البنية التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي.

 

 شح المياه

وبعد اجتياح الاحتلال لمدينة رفح التي كانت تستضيف أكثر من مليون ونصف من السكان والنازحين، اططر الفلسطينيون للنزوح مجددًا إلى مواصي خانيونس والمناطق الساحلية لمدينة دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة.

إذ تعاني هذه المناطق من شح بالمياه الصالحة للشرب أو الاستخدام وذلك جراء تضرر محطات تحلية المياه أو الآبار التي تقوم بتوزيع المياه على الأحياء السكنية وأماكن نزوح الفلسطينيين.

ويضطر النازحون الفلسطينيون في مناطق مواصي خانيونس ووسط قطاع غزة، إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب، أو الوقوف لساعات في طوابير للحصول على المياه للاستخدام الأدمي.

 

"سلاح المياه"

أبو أسعد الذي يبلغ من العمر 60 عاماً، يقف في طابور مخصص للرجال وسط مخيم للنازحين يحتضن أكثر من 1500 أسرة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب، يقول: "إن الاحتلال لجأ إلى حرب المياه لكسر إرادة الفلسطينيين".

ويضيف أبو أسعد وهو من سكان الشاطئ غرب مدينة غزة، في حديث لـ"الرسالة" :"إن الحصول على المياه الصالحة للشرب هي من أصعب المهام لنا التي نواجها يوميًا ولم نكن نتخيل الوصول لهذه المرحلة".

ويقول المواطن الذي نزح لأكثر من 3 مرات بعد تركه منزله تحت قذائف الموت التي أطلقتها مدفعية الاحتلال على مخيم الشاطئ مع بداية التوغل العسكري: "أزمة المياه الصالحة للشرب باتت تضرب أماكن النزوح، فلم يعد بإمكان النازح شراء المياه، لعدم توفرها وشحها، وبتنا نخشى على أنفسنا من الوصول لمرحلة العطش".

وتابع "للحصول على مياه صالحة للشرب نضطر لقطع مسافات بعيدة من أجل الوصول إلى مصدر للمياه الصالحة للشرب، ونحصل عليها بكميات قليلة بالكاد تكفي الشخص".

ويختم المواطن أبو أسعد، :" نخرج منذ ساعات الصباح للبحث عن المياه خاصة مع ارتفاع درجات الحراة، لتوفيرها للأطفال والنساء في الخيام التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة".

وبسبب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، تراجعت حصة الفرد من المياه بنسبة 97%، فيما يقدّر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، إذ يعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية، حسب تقرير لسلطة المياه الفلسطينية.

 

 مياه غير صالحة

فيما يشكو الشاب محمد دلول الذي يبلغ من العمر 31 عامًا من أزمة المياه التي تواجه النازحين الفلسطينيين المهجرين قسرًا من رفح في منطقة خان يونس المدمرة وساحلها.

ويقول الشاب دلول وهو من سكان تل الهوا جنوب مدينة غزة، في حديث لـ"الرسالة" :" بعد نزوحنا الأخير من رفح، مكثنا في منقطة مواصي خانيونس، والمياه هنا شحيحة وعدد المواطنين في هذه المنطقة كبير جدا، حيث يضطر أغلب النازحين لشراء المياه الصالحة للشرب بسعر مرتفع نظرًا لعدم توفر المياه وتلوثها في أغلب الأوقات".

ويضيف الشاب وهو خريج جامعي من كلية الآداب من جامعة الأزهر في غزة، أثناء وقوفه في طابور طويل للحصول على مياه صالحة للشرب :" نتحمل هذه الوقفة من أجل الحصول على مياه صالحة للشرب لأطفالي، فهم عانوا خلال الأيام الماضية من أمراض جراء تناولهم مياه غير صالحة للشرب". 

ويختم الشاب دلول حديثه :" بعد أن دمر الاحتلال مدينة خانيونس ولم يبق شي حتى مصادر المياه والآبار قام على استهدافها وتدميرها، وتجريف معظمها، فيما عمل كذلك على استهداف خطوط المياه الواصلة للمناطق الآمنة التي يزعم بوجودها".

 

 نفتقر للوقود

رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو، قال :" إن البلدية تعاني من نقص حاد في الوقود المخصص لتشغيل آبار المياه، وكذلك تشغيل محطة تحلية المياه الوحيدة وسط قطاع غزة".

اخبار ذات صلة