أعلنت هيئة البث العبرية، مساء أمس الإثنين، السيطرة على الحرائق التي اندلعت في المناطق الشمالية من الجليل الأعلى، والتي أسفرت عن إصابة 11 شخصًا، بينهم 6 جنود من جيش الاحتلال.
وأفادت الهيئة بـ"انعدام الخطر على حياة الناس"، بعد إخماد النيران، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن السلطات استعانت بفرق إطفاء من وسط إسرائيل للتوجه إلى الشمال، والمساعدة في وقف انتشار الحرائق.
وكانت الصحيفة نفسها قد أفادت، مساء أمس، بأن الحرائق ناجمة عن إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة من لبنان، موضحة أن النيران اشتعلت على مساحة كبيرة في منطقة ريخس راميم قرب مستوطنة كريات شمونة.
ووفقًا للصحيفة "تم استدعاء العديد من طواقم الإطفاء إلى مكان الحادث، وبسبب الخطر الذي يهدد المنازل في كريات شمونة ومرغليوت، صدرت تعليمات للسكان الذين بقوا في المنطقة بإخلائها".
وقالت الصحيفة إن "15 بؤرة حريق جرى رصدها في منطقتي الجليل والجولان (السوري المحتل) وحدهما، معظمها بسبب إطلاق الصواريخ، وفي يوم حار بشكل خاص، حيث وصلت درجة الحرارة في كريات شمونة ومنطقة طبريا إلى أكثر من 43 درجة مئوية".
وفي "كريات شمونة" تنتشر 7 حرائق، تحاول 10 فرق إطفاء منعها من الوصول إلى المنازل، وفق الصحيفة.
وكانت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية قد أفادت بأنّ حريقًا امتد نحو أحد الأحياء شمال كريات شمونة، وإن فرق الإطفاء تكافح ألسنة اللهب المرتفعة لمنعها من الانتشار إلى المنازل، لكن بعض ساحات المنازل بدأت تحترق بالفعل، وكذلك سقف أحد المنازل في المستوطنة.
ووفق الصحيفة "استغاث سكان المدينة طلبًا للمساعدة مع اقتراب الحريق من منازلهم".
كما اندلعت الحرائق أيضًا في مستوطنات "المطلة" و"كفر غلعادي" (تم إخلاء من تبقى من سكانها خوفًا على حياتهم) و"كيرين نفتالي" و"إيليفيلت" و"مافو حماه" و"نيتور" و"تل ساكي" وأيضًا بالقرب من شلومي في الجليل الغربي، حيث عملت 3 فرق إطفاء.
وفي السياق، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن النيران اندلعت في "ريخس راميم" جنوب شرق كريات شمونة، لنحو 5 كيلومترات، وأخلت سلطات الإطفاء عدة منازل في كريات شمونة بعد أن اقتربت منها النيران. وقالت الصحيفة: "لم يُسمح لطائرات الإطفاء بالمشاركة في الجهود خوفًا من تعرضها للاستهداف على يد حزب الله".
وأكدت وسائل إعلام عبرية، أنّ الحرائق في هضبة الجولان المحتل، والتي اندلعت في إثر إطلاق النار من لبنان في اتجاه "كتسرين"، تسببت باشتعال النيران في نحو 10 آلاف دونم من الأراضي المحتلة.
وأفاد مدير مستوطنة "الجليل العليا" في "هيئة الطبيعة والحدائق" عيران هايمز باحتراق نحو 1200 دونم، منها نحو 750 في محمية "نفتالي".
بدوره، قال مدير مستوطنة الجولان في "هيئة الطبيعة والحدائق"، شارون ليفي، إنّ "الحريق ألحق ضرراً كبيراً بمحمية ياعر يهودية الطبيعية ومحمية عروتس هزويتان"، لافتاً إلى "احتراق عدد من مسارات المشي في المحميات الطبيعية" في المستوطنة.
وقدّرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ إعادة تأهيل جزء من الأراضي المحتلة التي احترقت بالكامل في الحريق الذي وصفته بـ"الكبير" ستستغرق سنوات.
من جانبه، علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على اندلاع الحرائق قائلًا: "ما يحدث الآن في الشمال هو إفلاس.. حان الوقت ليحترق لبنان كله"، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في منشور بحسابه على منصة "إكس": "يشتعل الشمال ويحترق معه الردع الإسرائيلي".
وأضاف: "ليس لدى الحكومة خطة لليوم التالي في غزة، ولا خطة لإعادة السكان إلى الشمال، ولا إدارة ولا إستراتيجية. حكومة الفوضى الكاملة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أفاد أمس الإثنين بإطلاق نحو 30 صاروخًا من لبنان، سقط بعضها في مناطق مفتوحة، فضلًا عن اعتراض طائرتين مسيرتين وسقوط اثنتين في منطقة مفتوحة.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفرت عن مئات بين شهداء وجرحى في الجانب اللبناني، وعدد من القتلى من الجانب الإسرائيلي.
وتقول الفصائل إنها "تتضامن مع غزة" التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 118 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل.