الرسالة نت- إيناس الملفوح

120دقيقة، انقطعت فيها الأنفاس، وبلغت القلوب الحناجر، عاشتهما مراسلة الرسالة نت إيناس الملفوح، التي تواجدت في مسرح الجريمة الإسرائيلية الأمريكية الفظيعة، في مخيم النصيرات المكتظ بالسكان والنازحين وسط محافظة قطاع غزة.

تحدثت الملفوح عن دماء تسيل بغزارة على الرصيف العام، أشلاء مُلقاة على الأرض، تجد رأسا هنا ويدا هناك، دخان أسود كثيف، أصوات انفجارات قوية متتالية، طائرات مسيرة تطلق رصاصها على الجميع، أطفال تستغيث، نساء تبحث عن رجالها ولا تجدهم، لا شيئ سوى الصراخ والبكاء، على طول شارع السوق، الناس تهرع مسرعة من فوق الجثث لتنجو بأطفالها إلى طريق مجهول، من نجى فقد نجى بجسدٍ بلا روح.

 العملية تخللها شن هجمات جوية وبرية وبحرية مكثفة وعنيفة على مدار نحو ساعتين، خلفت أكثر من مئتي شهيد وأصيب مئات آخرون بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، في إحصائية أولية قابلة للزيادة مع استمرار عمليات الانتشال ومحاولات إنقاذ الجرحى.

وتواصل "إسرائيل" حربها الدموية، ومجازرها المروعة التي دخلت شهرها التاسع، بحق الآمنين الفلسطينيين، في قطاع غزة.

وركز القصف "الإسرائيلي" على مخيم النصيرات للاجئين، تحديداً منطقة "السوق المركزي" الذي يضج بالآلاف من السكان يومياً والمناطق المحيطة وطال لاحقًا أغلب مناطق وسط قطاع غزة.

المشاهد الواردة من مجزرة سوق مخيم "النصيرات" مروعة جدًا، وانتشرت عبر شاشات التلفزة أخبار عن مجزرة بمخيم النصيرات ففزع الناس خوفاً، فما بالك بمن شهد الواقعة، تقول الملفوح.

وتضيف "جميع الروايات القادمة من النصيرات أقل ما يُقال عنها قاتلة تشل القلب والعقل معًا، من اللحظة الأولى أستمع لروايات الأصدقاء، جميعهم يؤكدون أن النجاة كانت مستحيلة، الجميع كان أعلى فوهة البركان، الجميع معبأ بالقهر يجد أن الكلام لا يصف، الجميع هناك الآن بلا أرواح، كل ما هناك الصدمة والدموع فقط."

وبلغ عدد الشهداء نتيجة جريمة الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين في مجزرة النصيرات يوم أمس 274 شهيداً بينهم 64 طفلاً و57 امرأة و37 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً، والباقي من المدنيين الذين كانوا يتواجدون في سوق النصيرات ومحيطه وفي المنازل المجاورة.

وأفادت التقارير الميدانية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قام بقصف 89 منزلاً ومبنىً سكنياً مأهولاً بالسكان في منطقة النصيرات خلال ساعات ارتكاب المجزرة المُروّعة، حيث تم قصف العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها وبدون سابق إنذار، وهذا يؤكد أن الاحتلال لديه نية مُبيّتة لارتكاب هذه المجزرة ولإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين الآمنين وضد الأطفال والنساء والمارَّة.