وصف الكاتب المصري الكبير فهمي هويدي، رد المقاومة على المقترح الأمريكي، بأنه على درجة عالية من الذكاء والحكمة، موضحا أن ثمة فرق بين الإيجابية والمقبولية، حظي الرد فيها على وعي كامل بالحيل والألاعيب التي يحتويها المقترح.
وقال هويدي، إن الإيجابية لا يعني بالضرورة أن تسلم بكل ما قدّم في المقترح، ومن الطبيعي أن يسجل في الرد الترحيب وكذلك الملاحظات على ما تضمنه المقترح، خاصة وأنه تصادم مع كثير من المبادئ الأساسية؛ التي فجرّت الأزمة منذ البداية، من تجاهله لوقف كامل للعدوان، وانسحاب كامل من القطاع.
وأضاف: "ليس ممكنًا القبول بخطة كأنها تمكن لإسرائيل بشكل دائم في القطاع، وتساهم في التعبير عن الانتصار المطلق، وهذا ضد الحقائق الحاصلة على الأرض".
وأكدّ أنّ الرد الأمريكي كان يستهدف حشر الحركة في الزاوية، ومنح انجاز سياسي لمن فشل في تحقيق أهدافه، "وهذا يمنح المقاومة الحق الكامل في تسجيل ملاحظاتها، والتمسك بمواقفها الأساسية والمصرية، سواء ما يتعلق بإنهاء الحرب بشكل كامل، أو التغلب على المراوغات التي تحاول وضع قدم دائمة للاحتلال في القطاع".
واعتبر هويدي رد المقاومة، "فضح لاحتيال ومراوغة واشنطن؛ الذي أراد التمكين المستمر لإسرائيل، والإبقاء عليها في القطاع، في حين أن المطلب الأساسي هو خروجها من القطاع".
وتابع: "الرد ثبّت الموقف الأساسي لدى المقاومة، وفضح التناقضات وعملية الاحتيال لواشنطن".
وفي تعليقه على خطاب وزير خارجية واشنطن انتوني بلينكن، الذي قال فيه إنه لن يسمح لحماس تقرير مصير المنطقة، أجاب: "علينا كشعوب ألّا نسمح له أساسًا أن يقرر مستقبل المنطقة، وحديثه مردود عليها".
وأكدّ أن الخطاب الأمريكي ينطوي على 3 أخطاء استراتيجية، أولها الفضيحة الكبرى في التغطية على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، وثانيها محاولتها التغطية على أداء وسلوك إسرائيل الذي بات يصنف بأنه سيء السمعة، وثالثه، أن واشنطن تدعي تحقيق الأهداف الاستراتيجية وهذا غير صحيح بمطلقه في المعركة.
وشددّ هويدي على أن الصمود الهائل للشعب الفلسطيني على الأرض، والأداء الذكي والمحكم للمقاتلين في الساحة، ثم الانتباه للحيل والألاعيب السياسية من الإدارة الامريكية تحديدا، إلى جانب التفاعل الشعبي الغربي كل هذا وضع المشهد أمام معادلة مختلفة لصالح الشعب الفلسطيني.