عادت المجاعة لتضرب شمال غزة مجددًا، في ظل تعمّد (إسرائيل) منع إدخال السلع الغذائية لسكان الشمال، والمار في الأسواق، لا يجد سوى المنظفات وبعض المعلبات التي ارتفع سعرها بسبب قلة المعروض منها.
ومع بداية العام الجاري 2024، فرضت (إسرائيل) حصارا مشددا على شمال قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الغزيين، أدت لاستشهاد عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية.
** المجاعة تشتد
المواطن شادي جاب الله، من مخيم جباليا للاجئين، أكد أنه بعد اجتياح جيش الاحتلال للمخيم في 11 مايو الماضي، بدأنا نعيش المجاعة مجددا، في ظل شح المواد الغذائية المتواجدة في الأسواق، وشح المساعدات.
وقال جاب الله إن المار في الأسواق سيتيّقن من عودة المجاعة مجددا، في ظل منع سلطات الاحتلال ادخال الشاحنات الغذائية واللحوم والخضروات، بما يضمن تغذية سليمة وخصوصا للأطفال.
وأوضح أن يوما بعد الآخر نجد أن تضييق الخناق على شاحنات الأغذية التي تدخل لشمال غزة، تتزايد.
في حين تساؤل تاجر المواشي أبو فؤاد -رفض ذكر اسمه- عن السبب الذي يمنع سلطات الاحتلال من إدخال اللحوم لسكان شمال غزة، منذ أكثر من 8 شهور.
وقال أبو فؤاد: "ليس هناك تفسيرا، سوى إمعان إسرائيلي في زيادة معاناة المواطنين وفرض المجاعة على السكان".
وأضاف: "حاولنا تقديم طلبات لإدخال شحنات من اللحوم خلال الفترة الماضية، ولكن جميعها رفضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت إلى أنه لا يوجد موسم أضاحي في قطاع غزة هذا العام، بسبب رفض إسرائيلي لإدخال المواشي، وهو ما يحرم المواطنين والفقراء من أهم مواسم التغذية التي ينتظرونها.
وشدد على ضرورة الضغط الدولي، لإنهاء معاناة الغزيين ووقف الحرب الدائرة وإدخال شحنات الأغذية والأدوية، بما يضمن وقف سوء التغذية الذي يضرب المواطنين وخصوصا الأطفال.
وفي بيان صحفي، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن سياسة التجويع إمعانٌ في جريمة الإبادة، داعيةً الدول العربية والإسلامية الضغط لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وقال حماس إنه في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الاحتلال الفاشية مجازرها البشعة ضد المدنيين العُزَّل في قطاع غزة؛ يواجه شعبنا الفلسطيني بالتوازي، تصعيداً لحرب التجويع الوحشية، وتفاقُماً للكارثة الإنسانية ومظاهر المجاعة في القطاع، خصوصاً في محافظتَي غزة وشمال غزة.
وأضافت: "استخدام الاحتلال المجرم التجويع كسلاح خلال هذا العدوان الفاشي، هو جريمةُ حربٍ موصوفة، وتأكيدٌ على استمراره بجريمة الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بالقصف والمجازر والتجويع، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".