قائمة الموقع

تقرير | معتقلو غزة.. تعذيب حتى الموت في ظروف غير آدمية

2024-06-13T13:42:00+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت- رشا فرحات

لا توجد إحصائية دقيقة حتى اللحظة لعدد المعتقلين من قطاع غزة منذ بداية الحرب، ولا يعرف عنهم ذووهم شيئًا، فقد خلطت الحرب أوراق الموت والاعتقال فضاعت كثير من الأسماء ما بين مفقود وجريح ومعتقل.

وبين الفترة والأخرى يفرج الاحتلال عن عدد منهم فتنكشف الكثير من الحكايات عن صنوف تعذيب يشيب لها الرأس يتعرض لها المعتقلون في ظروف غير آدمية، وفي ظل منع الاحتلال من نشر أي معلومات عنهم، وعدم السماح لنادي الأسير أو مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بمعرفة مكانهم أو إيصال أي معلومة لعائلاتهم.

أفرج الاحتلال يوم الثلاثاء الماضي عن خمسة وثلاثين أسيرًا كان قد اعتقلهم من مناطق متفرقة في قطاع غزة خلال العمليات البرية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر وألقاهم على حاجز "زكيم" في حالة نفسية وصحية يرثى لها، وقبلها بشهرين أفرج عن خمسين سابقين وألقاهم على حاجز كرم أبو سالم في جنوب القطاع.

ولكن الاحتلال أيضا نشر صورًا مهينة للأسرى فلاقت رد فعل عالمي ضمن الردود العالمية المتصاعدة على التنكيل والتعذيب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وظهر الأسرى في تلك الصور مجردين من ملابسهم ومكبلين  متراصين وراء بعضهم في حيز ضيق مقتادين أمام الناس في شوارع المخيمات في المنطقة الشمالية قبل آخذهم إلى جهة مجهولة وضياع أي خبر ومعلومات عنهم.

أجساد هزيلة

وفي شهاداتهم الكثير من الأسى والتعذيب، حيث كشف المسن محمود النابلسي في المستشفى عن قدمه لتظهر آثار التعذيب التي لحقت به رغم كبر سنه، فقد تجاوز الستين عاما، قائلا: "حينما اعتقلوني من بيتي في خان يونس أخبرتهم أني مريض ولا استطيع الحركة، ولكنهم اعتقلوني مع آخرين وجمعونا في منزل مهجور قبل أن يسوقونا إلى الاعتقال.. عشرة أيام من الاعتقال لم أنم فيها، ذقت كل أصناف الاذلال والتعذيب والضرب المتواصل".

وفي شهادات أخرى، أكد الأسرى أن الشتاء مر عليهم جحيما، فقد كانوا يحرمون من شرب المياه لأيام متواصلة، وكانت الأغطية التي يتدثرون بها مبللة بالمياه الباردة، نظرا لأن الجنود يسكبون الماء عليهم على مدار اليوم كوسيلة من وسائل العذاب، بينما تزيد حصة التعذيب للشباب الأصغر سنا، فيطلقون عليهم الكلاب التي تقوم بنهشهم، والكثير منهم قد فارق الحياة.

عماد أبو زور شاب أفرج عنه، وهو يعاني من إعاقة، قال في شهادته:" كانوا يربطون أعيننا ويقربونا من الدبابة، ويحاولون تقريبها إلى درجة الرعب ويهددوننا بأنها ستدوسنا، وأنا رغم أنني من ذوي الإعاقة لكن هذا لم يكن سببا كافيا لمعاملتنا بآدمية، أخذونا إلى المعتقل وضربوني على ظهري، وكسروا قدمي، وأخذوا الكرسي المتحرك مني، وحتى حينما أفرجوا عني لم يعيدوه لي".

.المحامي علام حجازي أفرج عنه من سجن النقب، قال:" لا علاج ولا مياه ولا ملابس، ثيابي التي أرتديها من ثمان شهور لم تغسل، انتشر الجرب بيننا، ولقد كنت شاهدا على استشهاد الدكتور عدنان البرش خلال التعذيب، عذاب لا يوصف، المعتقلون بالعشرات، ومنهم من خسر قدمه أو عينه أو يده خلال التعذيب كنا ننام جالسين، يصبون علينا مياه المجاري".

وطالب الأسرى المحررون بسرعة النظر للأسرى المتبقين في زيكيم والنقب، حتى لا يفارقوا الحياة، حالات مؤلمة عليها علامات الهزل والمرض والتعب وفق وصفهم.

أرقام متزيادة

 ووفقا لمؤسسات حقوقية فلسطينية فقد اعترف الجيش (الإسرائيلي) مؤخرا أنه اعتقل ما لا يقل عن 4 آلاف مواطن من غزة، أفرج عن 1500 منهم، مع الإشارة إلى أن الجيش قام باعتقال المئات من عمال غزة في الضفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا في الضفة بهدف العلاج.

وفي مكالمة مع الرسالة قال حسن عبد ربه المستشار الإعلامي لنادي الأسير إن عدد المعتقلين الإداريين قد ارتفع منذ السابع من أكتوبر حتى وصل إلى 4000 أسير في رقم تقديري من قبل النادي لصعوبة الحصول على المعلومات والأرقام الأكيدة، بينهم 22 امرأة وأكثر من 50 طفلا ومنهم 850 أسيرا صنفهم الاحتلال حسب تعبيره بالمقاتلين غير الشرعين و56 صحافيا منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر وما زالوا في الاعتقال، بينهم 4 صحافيات موزعين في سجن مجدو والدامون وعوفر.

كما أكد عبد ربه أن الأسرى من القطاع يتعرضون بشكل خاص لسياسات إجرامية. ويلفت إلى أن مصادر إعلامية عبرية قد أشارت في السابق إلى استشهاد 27 أسيرًا من قطاع غزة، بالإضافة إلى حالات بتر للأطراف وظروف اعتقالية مهينة.

معتقل غامض

كشف تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، قبل أسبوع، عن معتقل سري بصحراء النقب يمارس فيه الاحتلال أشكال وصنوف التعذيب ضد معتقلي غزة. وجاء في التحقيق على 3 إسرائيليين عملوا في مركز الاعتقال "سدي تيمان" الصحراوي، قولهم: إن "المعتقلين الفلسطينيين يعيشون ظروفًا قاسية للغاية في قاعدة عسكرية أصبحت مركز احتجاز في صحراء النقب (جنوب)".

اخبار ذات صلة