الرسالة نت- خاص
لم يكن الجنرال الإسرائيلي بيني غانتس سيستقيل من حكومه الطوارئ الاسرائيلية ومجلس الحرب لولا أن هذه الحرب قد حكم عليها بالفشل من قبل أن تنتهي، لكن الغريب من غانتس أنه تحدث بالحقيقة التي كان يخفيها على مدار ثمانية أشهر بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو من يعارض إتمام الصفقة لتبادل الأسرى مع حماس.
ورغم أن حركة حماس كانت على مدار جولات التفاوض تتحدث عن أن أمرًا شخصياً يتعلق بنتنياهو يحول دون الوصول إلى اتفاق وليس الحجج الإسرائيلية التي كانت تحمل الحركة مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق.
وكما يعلم كل المسؤولين الإسرائيليين الأمنيين والعسكريين قبل السياسيين أن نتنياهو يتعمد التهرب من دفع استحقاقات هذه الصفقة خوفا على مصيره السياسي وعلى مستقبله في الشارع الإسرائيلي وليس كما يدعي أن حماس التي تعطل الوصول إلى الاتفاق .
ورغم أن كلام غانتس كان محقا وتلامس الواقع لكنها لم تأتي تدافع عن موقف المقاومة الفلسطينية ولا لنصرة أهالي المحتجزين ولكن في سبيل المعارضة لنتنياهو وزيادة رقعو المظاهرات ضده في الشارع الاسرائيلي مما يؤدي إلى إفشال حكومته وخفض نسبة الداعمين له من الناخبين في الانتخابات المقبلة في (إسرائيل).
ورغم أن حديث غانتس لم يؤثر كثيرا على مجريات الأحداث المتعلقة بحرب غزة لكنها حتما تزيد النار التي تغلي تحت أقدام نتنياهو وتدفعه للتوجه إلى صفقة في القريب.
فالولايات المتحدة الأمريكية التي جلبت قراراً من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وتسعى في جولات دبلوماسية متكررة في المنطقه لإقناع العالم بالصفقة لا يمكن لها الصبر كثيرا على نتنياهو وإجباره على الدخول في الصفقة حتى لو كانت تتعارض مع مصالحه الشخصية.
ولا سيما أن غانتس يمتلك علاقات جيدة مع الادارة لأمريكية ومع المسؤولين الغربيين وهي ذاتها العلاقات التي استفاد منها نتنياهو على مدار ثمانية أشهر من الحرب حيث مثلت هذه العلاقات مظلة لارتكاب نتنياهو ما يريد أن يفعله بحق غزة في ظل رؤية العالم أن مجلس الحرب وحكومه الطوارئ هي عبارة عن حكومة متزنة وعاقلة بما أ فيها غانتس وايزنكوت أعضاء في هذه الحكومة رغم أنهما شخصيتان عسكريتان لهم باع طويل في إراقة الدم الفلسطيني أكثر من بن غفير الذي يهدد ويفعل الضوضاء في الشارع الاسرائيلي لكن الحقيقة تقول أن هؤلاء الجنرالات كانوا أصحاب الجريمة والإبادة الجماعية في غزة
وستبقى الأيام كفيلة في أن يتكلم غانتس في كثير من الحقائق التي سعى نتنياهو جاهدا ليخفيها على العالم حول حرب غزة والتي كان جزءا منها ارتكاب وجرائم بحق الفلسطينيين وإعاقة الوصول إلى الصفقة بما أدى إلى مقتل عدد كبير من المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة وهي النقطة نفسها التي حذرت منها المقاومة أكثر من مرة تحت شعار حكومتكم تكذب فهو الوقت ينفذ والتي كان آخرها اليوم الجمعة بالاعلان عن مقتل محتجزين في مدينة رفح نتيجة قصف جوي.
وفي التعليق على ذلك قال السياسي الفلسطيني في الداخل المحتل جمال زحالقة في حديث للرسالة نت إن تنحّي غانتس وآيزنكوت عن المسؤولية السياسية والأمنية المباشرة، هو أقوى دليل على اليأس من إمكانية قبول نتنياهو بصفقة تبادل تعيد المحتجزين الإسرائيليين، وتنهي الحرب، وهما ليسا وحدهما بهذا الرأي، وكما كتب الصحافي الإسرائيلي رفيف دروكر في صحيفة هآرتس هذا الأسبوع بأنه لا أحد في القيادة الإسرائيلية يصدّق أن نتنياهو يمكن أن يقبل بصفقة تنهي الحرب. ولو لاحت صفقة في الأفق، لبقي وزراء معسكر الدولة في حكومة الطوارئ.
وأضاف زحالقة أن المستقيلين أعلنوا بأنهم يقبلون بالصفقة، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بما في ذلك وقف الحرب لإعادة المحتجزين. لكنّهم صرّحوا في الوقت نفسه، بأن الحرب ستستمر من ثلاث إلى خمس سنوات. هم لم يشرحوا كيف يستوي وقف الحرب مع استمرارها لسنوات، ولكن من الواضح أن القصد هو وقف الحرب القوية لفترة ما ثم استئناف حرب جديدة أقل شدّة لسنوات.
وختم بقوله ليست تصريحات نتنياهو المتطرّف وحدها هي ضوء أحمر أمام الموافقة الفلسطينية على الصفقة، بل كلام "المعتدلَين" غانتس وآيزنكوت أيضا.