كيف قضى أهالي شمال غزة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك؟

صلاة العيد في مخيم جباليا
صلاة العيد في مخيم جباليا

الرسالة نت

شمال غزة-الرسالة نت
مند ساعات فجر اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك حمل المصلون سجاداتهم وتوجهوا للمسحات التي اقتطعها الأهالي من بين ركام المساجد والمنارل المهدمة لأداء صلاة العيد.
كانت الصلاة أول مراسم العيد وآخرها التي اعتاد الأهالي على ممارستها في أعيادهم السابقة، حيث لا يوجد في "حرب الإبادة" "أضاحي" تتبع الصلاة، ولا منازل لزيارة الرحم، وجاحزُ يقسم القطاع إلى نصفين.
انتهت صلاة العيد وبادر المُصلين لمواساة أهالي الشهداء وزيارة المصابين المحرومين من تلقي العلاج، حيث التف الحُزن وجوه الزائرين والمزُورين.
ثم عاد الجميع إلى مراكز الإيواء المُزدحمة بالنازحين، ليكابدوا مجددًا من أجل التغلب على الأزماتِ الثقيلة التي أتقنت "إسرائيل" مراكمتها، فهناك لا يوجد ماءً صالحًا للشرب أو غذاء يقي الأطفال من سوءِ التغذية، أو دواءً يعين المرضى للوقوف على أقدامهم، وحرموا من غاز الطهي الذي استبدلوه بالأخشابِ الباعثة للأدخنة التي جعلت من صدروهم عُشًا للأمراض.
تجولت "الرسالة" في عددٍ من مراكز الإيواء شمالِ غزة، حيث غابت هُناك مظاهر فرحت العيد المُعتادة.
تقول سامية شاهين، إنها لم تُفلح في رسم الإبتسامة على وجوه عائلتها، التي لم يجد أفرادها ملابسًا جديدة لأول مرة في عيد الأضحى المبارك.
وتبين شاهين، أنها ذهبت مع أبنائها لصلاة الفجر ثم كبروا وهللوا، وصلوا بعدها العيد ثم انتهت المراسم التي اعتادوا عليها من ذبح الأضحية وتوزيع حصص منها، وتناول وجبة غذائية أساسها اللحوم.
وأوضحت "للرسالة" أنها للمرة الأولى في حياتها تطبخ العدس بأول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد أن غابت لحوم الأضاحي بصورةٍ كاملة. 
الجدير بالذكر، أن جيش الاحتلال يفرض حصارًا مُميتا على محافظتي غزة والشمال، بمنعه إدخال جميع البضائع والمواد الغذائية والمواشي، ويسمح بتقطير المساعدات والطحين على قرابة الـ700 ألف مواطن رفضوا النزوح للجنوب.
أما المواطن إسلام بدر، فأوضح "للرسالة" بأن هذه المرة الأولى منذ عشرة أعوام التي لم يتمكن فيها من ذبح الأضحية.
وبين بدر أن ندرة وجود المواشي في شمال غزة جعل من أسعارها تتضاعف بصورة لا يستطيع تحملها في وقت تتعطل به العجلة التجارية بصورة كاملة مع استمرار الحرب.
وقال وملامحِ الحزن على وجهه، إن الحرب غيبت عنه أجمل مناسبة يعيشها طوال العام،  حيث قضى يومه بين جدران منزله المتهالك، في وقت كان يعتاد فيه على زيارة أرحامه المنتشرين في كامل محافظات قطاع غزة، وتوزيع العيديات واللحوم عليهم بأجواء تملؤها السعادة.
ويُعبر الطفل خميس الأسود عن حزنه لعدم مشاهدته الأضاحي بشوراع غزة كما اعتاد عليها في كل عام.
وقال "للرسالة"، إنه كان مع أصدقائه يذهب لمشاهدة المواشي التي يذبحها الأهالي أمام منازلهم، ثم يحاول دائمًا العودة منها بحصة لعائلته.
ويضيف صاحب الـ13عاما: "راح يومي وأنا  بدور على الاحتفالات الترفيهية التي توزع العيديات والهدايا".

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من تقارير

البث المباشر