غزة_الرسالة
منذ تسعة أشهر يحرم الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة من كل حقوقهم التي كفلتها القوانين والاعراف الدولية، حتى أن الحال وصل لمنعهم من أداء مناسك الحج أسوة بكل مسلمي العالم.
ورغم انتظار 2920 مواطن من القطاع فرصة الخروج للحج لسنوات إلا أنهم حرموا من التوجه لمكة المكرمة بسبب الحرب المستمرة على القطاع وتدمير معبر رفح واغلاقه من قبل الاحتلال.
أم محمد يوسف التي كانت تنتظر فرصة الحج بفارغ الصبر وبعد خروج اسمها ضمن قرعة العام تبددت آمالها بزيارة البيت العتيق لاستمرار الحرب على غزة ودخولها شهرها التاسع.
تقول "للرسالة": رغم قصف منزلي بداية الحرب واستشهاد ابني الا ان أملي لم ينقطع في بداية العدوان من الخروج لأداء مناسك الحج، لكن امتداد أشهر الحرب وبقائي في شمال القطاع قطع الأمل لدي في أي فرصة للخروج.
وتشير يوسف البالغة من العمر 60 عاما أن الحرب استنزفتهم ماديا حتى أن ما دخرته من أموال للحج اضطرت لصرفه بسبب الغلاء وفقدان فرص العمل في شمال القطاع، وختمت: " ربنا يكتبلنا زيارة لبيته لو بقي لنا عمر"
وتنطلق مناسك الحج من يوم 14 من شهر يونيو الجاري، وعادة ما يقضي الفلسطينيون سنوات في انتظار دورهم بعد تسجيل أسمائهم لدى وزارة الأوقاف.
أما الحاج أبو باسل والبالغ من العمر سبعين عاما فتحدث والحسرة مرسومة على ملامحه عن الفرحة التي عاشها عند خروج اسمه ضمن أسماء حجاج هذا العام، مشيرا إلى أنه لا يعلم إن كان في عمره بقية تسمح لها بالحج في السنوات القادمة.
يقول: حرمتنا الحرب من أداء أعظم المناسك كان من المفترض أن نكون في مثل هذه الأيام في طريق السفر إلا أننا نتنقل بحثا عن الأمن وهروبا من صواريخ الاحتلال.
ويضيف: حتى لو كتب لنا السفر العام القادم ستكون فرحتنا منقوصة لغياب الأحبة فعدد كبير ممكن كان من المفترض أن يرافقونا في رحلة الحج ارتقوا شهداء.
يدورها استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منع الآلاف من مواطني القطاع من أداء فريضة الحج بسبب احتلال (إسرائيل) الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وإغلاقه.
وقالت الوزارة في بيان: "يتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واحتلال معبر رفح البري، بالحيلولة دون إتمام موسم الحج لحجاج غزة لهذا العام 1445هـ 2024".
وأكدت الوزارة أن منع آلاف من مواطني غزة عن أداء فريضة الحج، يعد انتهاكا واضحا لحرية العبادة وللقانون الدولي الإنساني.
وذكرت أن ما اقترفه الاحتلال يشكل جريمة حرب جديدة تضاف لسلسلة الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا وأماكن العبادة، وفي مقدمتها قصف وتدمير 604 مساجد بشكل كلي، وإلحاق أضرار بليغة بـ200 مسجد، وقصف 3 كنائس".
وذكر عوض أبو مذكور رئيس جمعية شركات الحج والعمرة أن شركات الحج والعرة تكبدت خسائر فادحة بسبب الحرب على قطاع غزة، مقدرا الخسائر ب5ـ ملايين دولار.
وأشار إلى أن عدد حجاج قطاع غزة الذين حرموا من الخروج لمكة هذا العام 2920 حاج، وتبلغ نسبتهم 38% من حصة حجاج فلسطين.