تتمدد الخلافات الإسرائيلية الداخلية على وقع الحرب في قطاع غزة والفشل الذي يتواصل في العمليات العسكرية للرد على عملية طوفان الأقصى إلى أن وصلت الخلافات ما بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبين الجيش الذي يواصل العمل على الأرض.
وظهرت هذه الخلافات بشكل علني في الحديث الذي صدر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال هنغاري الذي قال إن حركة حماس لا يمكن القضاء عليها، والحديث في هذا الموضوع هو "وهم وسراب".
وتأتي هذه التصريحات من المتحدث باسم جيش الاحتلال في الوقت الذي يصر فيه نتنياهو على الوصول للنصر المطلق على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال القضاء الكامل على كل قدراتها.
وهذا ما لا يؤشر عليه أي شيء على أرض الواقع في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام في استهداف الآليات والقوات الإسرائيلية المتوغلة في كل محاور التقدم على مستوى قطاع غزة، والتي أدت إلى وقوع خسائر بشرية فادحة في قوات الاحتلال.
لا سيما في العملية الأبرز التي تجري على الأرض في هذا التوقيت وهي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث تتكبد "إسرائيل" خسائر بشرية فادحة من خلال استهداف المقاومة لآليات و مواقع تمركز الجيش.
وما أن صدرت تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال حتى صدر بيان عن مكتب نتنياهو يعلق على تصريحات هنغاري، ليدخل الطرفين في مساجالات وملاسنات علنية على الإعلام، حتى وصل الأمر إلى توجيه توضيحات من مكتب غالانت ونتنياهو إلى رئيس الأركان هيلفي لتوضيح ما جاء في حديث المتحدث بإسم الجيش، إن كان يتحدث بالرواية الرسمية ووجهه النظر من ناحية الجيش أم أنه اجتهاد شخصي من المتحدث بإسم الجيش وهذا مستبعد.
وتأتي هذه الخلافات العلنية، ما بين نتنياهو والجيش لتستكمل حلقة الخلافات الممتدة من المعارضة الإسرائيلية وصولا إلى استقالة غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب، مما أدى إلى تفكيكه وانتهاء وجوده قبل أن يتم المهمة التي وضعها لنفسه بالقضاء على حركة حماس وقدراتها العسكرية في قطاع غزة.
واليوم يمتد هذا الخلاف وصولًا إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يغرق في الوحل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في داخل قطاع غزة.
كما تأتي في ظل الحديث الإسرائيلي عن التوجه لعملية عسكرية جديدة في جنوبي لبنان وشمالي فلسطين المحتلة، وفي ظل تهديدات حزب الله اللبناني، بأنه سيقوم بضربة استباقية في حال اكتشف أن الاحتلال يجهز نفسه لعمليه عسكرية.
وبالتالي فإن هذه الخلافات تضع نتنياهو بين المطرقة والسندان، ما بين رأيه الشخصي ورؤيته لهذه المرحلة الحساسة في تاريخ الكيان الإسرائيلي وما بين الرؤيه الأخرى التي يتبناها المعارضون والذين قفزوا عن سفينة نتنياهو كغانتس وايزنكوت، وأضاف إليهم اليوم قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كشف عن رؤيته لهذة المرحلة من خلال تصريحات المتحدث باسم الجيش.
وفي التعليق على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، إنه قبل الحرب كانت إسرائيل تتجه نحو الانقسام والتوتر على خلفية الانقلاب الديمقراطي، حتى كان الخلاف الأبرز بين نتنياهو وغالانت الذي أعلن رفضه للتعديلات القضائية آنذاك ما دفع نتنياهو إلى إقالته من منصبه لكن الإجراءات لم تستكمل.
وأضاف عوكل في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت"، أن صمود الشعب الفلسطيني وقوة وصمود المقاومة الذي فاق كل التوقعات، قد عمق الصراعات والانقسامات على مختلف المستويات.
وأوضح أن ما يجري من فشل إسرائيلي داخل القطاع أحدث شروخًا كبيرة في مجلس الحرب وبين المجلس وبين المستوى السياسي، وهو السبب في انفراط عقد مجلس الحرب، واليوم تتواصل الخلافات حتى بلغت بين نتنياهو والمتحدث باسم الجيش لتبادل الاتهامات على العلن.