مجددًا يستهدف الاحتلال الاسرائيلي النازحين من مدينة رفح في خيامهم التي لجأوا إليها في مناطق المواصي شمالي المدينة جنوبي قطاع غزة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال الليلة الماضية، خيام النازحين في منطقه الشاكوش في شمال مدينة رفح بالتزامن مع تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة منذ أكثر من 40 يومًا.
ويبدو واضحًا، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف النازحين من منازلهم إلى مناطق المواصي التي وصفها الاحتلال بأنها آمنة، لكن كل الوقائع والاستهدافات على الأرض تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه أي مناطق آمنة في قطاع غزة، حيث أن الاستهدافات امتدت من جنوب القطاع إلى شماله ولم يستثن أي منطقة فيه.
ويحاول الاحتلال الاسرائيلي ترويج الرواية الخاصة به بأنه وفر أماكن آمنة وأماكن إنسانية للنازحين في قطاع غزة، لاسيما النازحين من مدينه رفح الذين يقدر عددهم بمليون نسمة، وهم جزء منهم نازحون من شمالي القطاع إلى رفح منذ بداية الحرب بسبب العملية البرية، بالإضافة إلى سكان رفح الأصليين الذين اضطروا مؤخرًا إلى ترك منازلهم بعد تنفيذ الاحتلال عمليته العسكرية واسعة النطاق داخل المدينة، والتي امتدت من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، وذلك على عكس الرواية التي يروجها الاحتلال بأن العملية في رفح محدودة في جغرافيتها واستهدافاتها.
ولطالما أكدت المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة أن الاحتلال الاسرائيلي ليس لديه حرمة في استهداف المناطق الآمنة والمراكز والمنشآت الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الإيواء ومراكز توزيع المساعدات على مدار أيام الحرب الممتدة منذ أكثر من 250 يومًا على التوالي.
ويشار إلى، أن المستشفيات الميدانية التابعة لهذه المؤسسات الدولية في منطقه المواصي كانت شاهدة على الاستهدافات الإسرائيلية لخيام النازحين على مدار الأسابيع التي تمت بها العملية العسكرية في مدينه رفح والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم.
من جهته، قال صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين "حشد" إنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحرب الإبادة المتواصلة للشهر التاسع على التوالي كان نمط إرتكاب المجازر بحق المدنيين نمطًا ثابتًا، بدأ بقصف منازل المواطنين والأحياء السكنية وإسقاطها على رؤوس قاطنيها، ولا ينتهي بقصف خيام النازحين الذي بات سمة متكررة في تعمد استهداف خيام النازحين كما جرى في رفح وإحراق جثامين الشهداء وتقطيعها وكما جرى سابقًا في دير البلح وخان يونس وفي عدد من المناطق.
وأضاف عبد العاطي في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت"، أن الاحتلال لا يتوارى عن ارتكاب أي من الجرائم والفضائع اللا إنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين، وما يجري هي جرائم حرب تستدعي محاسبه دولية وتحرك دولي لوقف هذا العدوان الغاشم والمتوحش على المدنيين الفلسطينيين، و الذي لم يبقي للفلسطينيين أي ملاذ آمن في أي من الأماكن ويهدف إلى الضغط المدنيين وترويعهم ومنع استقرارهم بأي صورة من الصور.
وأشار إلى، أن ما سبق يضاف إلى حرب التجويع المتواصلة وهي جزء من جريمة الإبادة الجماعية التي ينبغي أن تحاسب إسرائيل عليها وأمام المحاكم الدولية ويستدعي أيضاً موقفا دولياً أكثر حدة وأكثر جرأة باتجاه وقف هذه الجرائم والمجازر بحق المدنيين، حتى لا نكون أمام حماقات فظائع جديدة بقصف خيام المدنيين المتكرر وارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينة.