الرسالة نت- رشا فرحات
وكأن الحرب عادت إلى بدايتها، هكذا يردد أهالي غزة لهول ما يرونه من مجازر وقصف متواصل على أماكن عدة في المدينة، ظهر اليوم خرج الناس مذهولين تغطيهم أتربة القصف لا يعرفون وجوههم وكأن زلزالا مر من جانبهم، بعد أن باغتت طائرات الاحتلال المواطنين المارة بالقرب من جامع السوسي في مخيم الشاطئ بحزام ناري عنيف.
ستة صواريخ أطلقتها طائرات الاحتلال على مجمع للبنايات فسقطت على المارة وفوق رؤوس من كان فيها، فلم يبق أحد ليخبر الصحافيين هناك عن الحكاية من أولها، بالكاد تكلم شيخ أتى إلى جانب الدمار والركام ولا زال الغبار يتصاعد خلفه عن قوة الصوت الذي أرعبهم في الشوارع المحاذية وعلهم يتراكضون فجأة بكل ذعر ليتفاجأوا بالشارع، وقد غطته تلال من رماد كانت قبل دقيقة عمائر منصوبة تتوسطها حفرة عميقة حفرتها صواريخ الاحتلال، وسحبت الرماد وحجارة المباني وأسفلها خمسون شهيدا في حصيلة أولى وأكثر من مائة جريح.
يحاول الناس إطفاء النار المشتعلة، والبحث تحت الركام بينما يصرخ أحدهم:" كلهم أطفال، لقد كانوا واقفين في الشارع، كل الشهداء أطفال".
مجزرة أخرى في حي التفاح حيث قصف الاحتلال معملا للخياطة يعود لعائلة شابط، مخلفا عشرين شهيدا من العمال المتواجدين هناك والباحثين عن أرزاقهم، بينما ارتقى أربعة أطفال آخرين في حي الشجاعية بعد أن استهدفت قوات الاحتلال مربعا سكنيا هناك، وقد تناقل نشطاء صورا لمحاولات السكان إجلاء وانتشال المصابين والشهداء من تحت الأنقاض باستعمال أدوات يدوية وكهربائية بسيطة.
يحاول الجيران والمقربون من مكان القصف المساعدة في إخراج أحياء من تحت الركام، هدمت المنازل فوقهم بالكامل، رغم استحالة فعل ذلك، لكن طواقم الدفاع المدني يقف محتارا أمام ما يملكه من إمكانيات مقابل ما يراه من دمار، فيقول محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني الذي تواجد في المكان لفت إن البيوت التي تقع فوق رؤوس الناس من طابقين إلى ثلاثة طوابق.
مضيفا:" هذا يمنعنا من العمل بالسرعة المطلوبة وإنقاذ أكبر عدد من الضحايا قبل أن يفارقوا الحياة فالمباني مدمرة بشكل كبير ولا نستطيع أن نحدد كم مواطن في هذا المنزل، لأن الكثير من المنازل نزح أصحابها إلى الجنوب وبعضها تسكنه عائلات نزحت من الشمال، أو من الجيران التي تهدمت بيوتها مسبقا، وهذا يعيق العمل والتقديرات النهائية لعدد الشهداء والجرحى"