غزة – خاص الرسالة نت
كشف تسجيل جرى نشره ليل الجمعة عن خطة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش لـ"تغيير الواقع" في الضفة الغربية قد "أحرزت تقدما" بدعم من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
في حقيقة الأمر خطة سموتريتش ليست جديدة، لكن سربت للفت الأنظار حول الضفة وحرفها عن غزة للانسحاب بشكل تكتيكي وانهاء الحرب، بحسب مختص في الاستيطان تحدث للرسالة نت.
تفاصيل الخطة المسربة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تؤكد تعزيز السيطرة (الإسرائيلي) على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية.
وقال سموتريتش في التسجيل المسرب ضمن خطاب إن "حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة (إسرائيل) عليها بشكل لا رجعة فيه، بدون اتهامها بضمها رسميا".
وشدد سموتريتش في خطابه على أن الهدف الرئيسي لهذه الخطة هو منع الضفة المحتلة من أن تصبح جزءا من الدولة الفلسطينية.
وأضاف "أقول لكم إنه أمر درامي للغاية، مثل هذه التغييرات تشبه تغيير الحمض النووي للنظام".
ويظهر التسجيل الصوتي وضع خطة واضحة لانتزاع السيطرة على الضفة الغربية بالتدريج من أيدي جيش الاحتلال وتسليمها إلى موظفين مدنيين يعملون تحت إمرته في وزارة الحرب، وتم بالفعل نقل بعض السلطات إلى المدنيين.
لماذا تسريب خطة سموتريتش الآن؟
يقول جمال جمعة الخبير في شؤون الاستيطان، إن خطة سموتيرتش قديمة ونشرت سنة 2017 حين قال "أمام الفلسطينيين ثلاثة خيارات؛ الأول القبول بواقعهم والعيش كأقليات على الأرض، والثاني الهجرة وستساعد في خروجهم من بلادهم، والثالثة في حال قبلوا بالمقاومة سيقابلون بالإبادة".
وذكر جمعة لـ (الرسالة نت) أن خطة سموتيرتش بدأت بالتنفيذ منذ صفقة القرن حين نشرت خريطة الضم لأجزاء من الضفة، ثم بدأوا بسياسة التهجير الممنهجة.
ويشير إلى أن الخطة تتعلق بالقضاء على السلطة الفلسطينية، رغم أن الأخيرة تعمل لصالح الاحتلال وتنفذ مطالبه.
ويرى جمعة أن الهدف من الخطة هو محاولة الحكومة (الإسرائيلية) إيجاد مخرج أمام الأزمة الخانقة لتعزيز موقفهم عند الأحزاب اليمينية، بالإضافة إلى أن جزءا منها نفسيا للتغطية على خيبتهم في غزة ويؤكدوا أن لديهم مخططات يسيرون عليها، لكن في حقيقة الأمر يريدون الهروب من غزة عبر أي خطط جديدة تدلل أنهم يعملون على قدم وساق.
ولفت جمعة إلى أن الخطة تسير منذ سنوات، بدليل تهجير نحو 2 ألف تجمع فلسطيني في الضفة تحت طائلة السلاح.
كيف ستعاقب الإدارة الأمريكية سموتريتش المتطرف؟
يقول سموتريتش في تسجيله المسرب:" لقد أنشأنا نظاما مدنيا منفصلا، لكن الحكومة سمحت في الوقت نفسه لوزارة (الدفاع) بأن تظل منخرطة في العملية حتى يبدو للعالم أن الجيش لا يزال في قلب الحكم في الضفة الغربية، وبهذه الطريقة سيكون من السهل ابتلاع الضفة دون أن يتهمنا أحد بأننا نقوم بضمها".
وفي حين يعارض بشكل علني التخلي عن السيطرة على الضفة المحتلة، بينما الموقف الرسمي لحكومة الاحتلال هو أن وضع الضفة لا يزال مفتوحا للمفاوضات بين القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويشار إلى أن ما يسمى الإدارة المدنية هي المسؤولة بشكل أساسي عن التخطيط والاستيطان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية، أي 60% من الأراضي الفلسطينية المحتلة الخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية الكاملة.
وتقول تقارير في وسائل الإعلام العبرية إن المسؤولين الأميركيين ناقشوا بشكل خاص إمكانية فرض عقوبات على سموتريتش بسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في الضفة الغربية.
يذكر أن سموتريتش نفسه يعيش في مستوطنة غير قانونية بالضفة المحتلة وفقا للقانون الدولي.
تحليل: خطة سموتريتش المسربة تنفذ منذ سنوات
الرسالة نت