قائمة الموقع

أن تكون طبيبًا.. يعني مضاعفة تعذيبك بسجون (إسرائيل)

2024-06-23T13:18:00+03:00
Screenshot 2024-06-23 132612.png
الرسالة نت

كانت فرحة عائلة الطبيب محمد أبو موسى كبيرة حينما قرأوا اسمه ضمن الأسماء المسربة مع أسرى خرجوا من سجون الاحتلال، بعد أن غيبت أخباره منذ ثلاثة أشهر في الاجتياح الإسرائيلي لمستشفى ناصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة حيث كان على رأس عمله.

أبو موسى لم يكن طبيبًا عاديًا فقد لاقى تضامنًا إعلاميًا وشعبيًا كبيرًا معه ومع عائلته، فهو والد الشهيد الطفل يوسف الذي كانت تصرخ أمه برفقة والده، وهي تبحث عنه في المستشفى بداية الحرب على غزة وتردد للأطباء: "اسمه يوسف شعره كيرلي أبيضاني وحلو".

وربما تعمّد الاحتلال اعتقال أبو موسى ضمن سياسة تكميم الأفواه الفلسطينية وقتله لأي صوت ينادي بالحقوق والإنسانية، وهو ما يدل عليه إقدامه بشكل متعمد على قتل الأطباء والصحافيين وكل من ينقل صورته أو قصته للعالم.

أبو موسى لم يكن الطبيب الوحيد، بل إن الاحتلال عمل على تعذيب الأسرى الأطباء والصحافيين بشكل خاص وواضح، فقد ارتقى ضحية التعذيب في سجون الاحتلال  طبيب العظام المعروف عدنان البرش، وبعده الطبيب إياد الرنتيسي رئيس قسم الولادة في مستشفى العودة شمال القطاع الذي اعتقل بعد مغادرته مع عائلته المستشفى عندما اشتد عليهم الحصار والقصف، ثم استشهد نتيجة التعذيب في السجون.

 ولعل الجميع ينتظر أي خبر عن مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية الذي اعتقل بعد إجباره على النزوح وترك عمله في المستشفى بعد دخول الجيش إليها منذ سبعة أشهر، ولا زال مكانه مجهولا حتى الآن.

ولم يستثن الاعتقال أولئك المصابين جراء العدوان، فقد اعتقل الطبيب الجراح خالد حمودة، اثناء عمله في المستشفى الإندونيسي رغم إصابته، وكان قد أصيب في غارة جوية على منزل عائلته في بيت لاهيا. واستشهدت زوجته وابنته وأبوه وشقيقه، مع أقارب آخرين له، وظلت العائلة تناشد لمعرفة أي خبر عنه لثلاثة أسابيع حتى أفرج عنه.

وقال حمودة إنه نقل في النهاية إلى سدي تيمان، حيث أجبر هو ومعتقلون آخرون على الجثو على ركبهم. ومن لم يفعل ذلك، تمت معاقبته. وقال عن أحد السجناء: "يطلبون منه أن يقف ويده فوق رأسه لمدة 3 أو 4 ساعات".

وقال: "لسوء الحظ، عندما عرفوا أنني طبيب وجراح عام، عاملوني بشكل أكثر سوءا، ضرب متواصل على الرأس والظهر وكان هدفهم معرفة أي معلومة عن آسراهم الذين يعتقدون أنهم احتجزوا داخل المستشفيات.

وقد نشر موقع “إنترسبت” تقريراً، يسلط الضوء على اعتقال واختفاء الأطباء الفلسطينيين في غزة من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويظهر التقرير أنّ مئات من الأطقم الطبية في غزة استشهدوا أو تعرضوا للاعتقال والتعذيب الجسدي، كما يؤكّد أنّ العديد من الأطباء لا يزالون محتجزين في أماكن غير معلومة.

ومنذ السابع من أكتوبر اعتقل الاحتلال 214 من الكوادر الطبية وهاجم المستشفيات والأماكن الصحية أكثر من 440 مرة وقد خرج 30 مستشفى من مستشفيات القطاع عن العمل ودمر 100 سيارة إسعاف وقتل 490 طبيبا.

اخبار ذات صلة