(يا غزة يلا)، مناجاة أهل الضفة والقدس وقت ارتفاع وتيرة الانتهاكات (الإسرائيلية) ضدهم، وفي ذلك دعوة للمقاومة الفلسطينية بغزة للرد على الاحتلال بالصواريخ، وتعتبر مناجاتهم لغزة أيضا أسلوب لإرهاب الاحتلال من غزة ومقاومتها.
في معركة "طوفان الأقصى" بقيت غزة وحدها تواجه الاحتلال (الإسرائيلي) المجرم، حيث عمل الأخير ضمن مخطط لضرب النسيج الوطني، فأي محاولة للتظاهر أو الانتقام في الضفة والقدس لما يجري في غزة سرعان ما توءد في مكانها سواء من قبل جنود الاحتلال أو الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
حالة من الغضب تتملك الغزيين تجاه أهل الضفة والقدس، كلما دمر مربع سكني وأبيدت منطقة، فالغزيون يريدون أي تحرك تجاههم، وعدم الاستسلام لظروف الملاحقة والقمع والاعتقال وحتى القتل.
يحكي بعض أهل الضفة والقدس أن حياتهم تعطلت منذ السابع من أكتوبر، فإن لم يلاحقوا من الاحتلال تقف لهم أجهزة السلطة بالمرصاد، كما ويؤكد مراقبون أن الاحتلال يعمل ضمن استراتيجية لإيقاع الفتنة بين أبناء المدن الفلسطينية.
اعتقالات وإحباط عمليات
يقول أحمد الضفاوي– اسم مستعار اختاره لنفسه- وهو ناشط سياسي معروف: لا أشعر للحظة أن هناك فرقا بين غزة والضفة، فغزة بلدي وما يجري فيها يؤلمني (..) تم استدعائي عدة مرات من قبل مخابرات السلطة والاحتلال عدا عن اختراق حساباتي عبر السوشيال ميديا حال كنت أتواصل مع أحد من غزة".
ويضيف: حياتنا معطلة، نعيش في كابوس كبير، كل حرف ننطقه نخشى المحاسبة عليه، لكن ندعم أصدقاءنا في غزة بالمساعدات المالية وطرق أخرى (..) نغامر للتواصل معهم لحظة بلحظة".
ويؤكد أن وضع الضفة سيئ للغاية حتى لو بدت هادئة نسبيا، فقط تم إحباط 800 عملية فدائية من قبل سلطة رام الله والاحتلال وهذا كم غير مسبوق بالتاريخ، عدا عن أن قلقيلية وجنين وطوباس وطولكرم وقرى رام الله والخليل في اشتباك دائم وهذا ضمن إمكانيات متوفرة شحيحة.
ولفت إلى أن ما تحاول السلطة والاحتلال فعله بالإيقاع بين غزة ومدن الضفة، أيضا يجري اليوم بين مدن الضفة ذاتها والقدس.
ويشير إلى أنه منذ السابع من أكتوبر اعتقل 7 الاف أسير منهم قادة التنظيمات والفاعلين وقادة الحركات الطلابية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن كل مدن وقرى ومخيمات الضفة عليها بوابات معزولة عن بعضها بشكل كامل يتحكم بالحركة الاحتلال.
ويخبر "الرسالة نت" أن وضع الإعجاب على منشور فيه دعوة قد تكون فيها دلالة على النصر عقابها كبير".
ماذا فعل أبناء القدس لغزة في الحرب؟
القدس وما أدراك ما القدس في قلوب الغزيين، فهي بوصلتهم التي يفدونها بأرواحهم وبيوتهم وأعز ما يملكون، لكن هل خذل أهلها القدس، يقول "وائل" – ناشط مقدسي- إن ما يجري في غزة أثر على المقدسيين بشكل كبير، وأشعرهم بالعجز التام لعدم وجود مبادرات معلنة في اتخاذ موقف ضد الاحتلال، لافتا في ذات الوقت أن كل من يتحرك أو يشتبه به يعتقل.
وذكر لـ "للرسالة نت" أنه رغم الاستهدافات وسياسة تكميم الأفواه والمطاردة إلا أن هناك عمل على أرض الواقع لدعم غزة، وأبسط شيء هو تحويل الأموال لهم بطرق مختلفة لشراء الخيام والدعم الإغاثي، وهناك أمور أخرى لا يمكن الإفصاح عنها الآن. وفق قوله.
ويشير إلى أن دعم غزة في القدس يبدأ من الدائرة الأولى وهي البيت حيث مقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة الاحتلال ابتداءً من "ماكدونالدز وبيبيسي وكوكاكولا" وانتهاءً بالمحلات (الإسرائيلية) والبحث عن البديل الوطني.
ولفت إلى أن الاحتلال بثٌ بين الناس التخويف والترهيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتهديد بالتوقيف والاعتقال حال نشر أي منشور تضامني مع غزة، فأصبح الناس يعانون من سياسة تكميم الأفواه وحكومة الحرب.
وذكر أن الاحتلال منذ طوفان الأقصى منع تواجد المقدسيين في البلدات المحتلة ويضيق عليهم في أعمالهم.
ويؤكد أن ثورة القدس قادمة لا محال، فالضغط الذي تمارسه (إسرائيل) تجاه المقدسين سينفجر في وجهها انتقاما لسياسية الترهيب ولغزة.
ماذا عن فلسطيني الـ 48 ؟
قبل طوفان الأقصى وصل عدد من فلسطيني الـ 48 إلى غزة، ضمن زيارة شوق لأرضها ولمتابعة أعمالهم مع شركاء غزيين، عدا عن التواصل الدائم للاطلاع على ما يجري هناك من أحداث وجرائم يتم تغطيتها صحفيا عبر التواصل مع النشطاء.
عند إعداد هذا التقرير، بدأ كاتبه بالبحث عن النشطاء للحديث إليهم عن غزة، جلهم في السجون (الإسرائيلية) اعتقلوا منذ السابع من أكتوبر ولازالوا رهن الاعتقال الإداري، لتترك أراضي الـ 48 رهن جرائم القتل الداخلي وانتشار المخدرات، وصمت من تبقى من الشرفاء للعمل بصمت من أجل غزة.
تحدثت سينا الهاشم "للرسالة نت" لتحكي موقفا جرى معها قبل أسابيع قليلة مع أستاذ اللغة العبرية، بداية الدرس عرف عن نفسه أنه يهودي من أصول عربية لكنه صهيوني ويعلق حول رقبته شريطا مكتوب عليه بالعبرية (ננצח ביחד ) وهو سلوجن/ شعار انتشر ما بين اليهود للتضامن وتكاتف بعد 7أكتوبر بما معناه معا ننتصر.
تقول الهاشم "كان الصهيوني يستفزني عند التعريف بنفسه كل مرة ويحاول تشويش وغسل أدمغة الطلبة كون الدول العربية ضدكم خاصة بعد السابع من أكتوبر، وأن دولته تشبه الرجل الأبيض بمهامه عند المساعدة لكن الفلسطيني دوما يغدر".
وتضيف:" لم احتمل عنجهيته فطلب مني تحديد مكان سكني وذكر للجميع أنني من منطقة يسكنها الإرهابيون، فرديت عليه "فخورة بهم"، وبعد يومين وصلها ورقة فصل من الدورة واستدعاء للتحقيق لدى الشرطة (الإسرائيلية) حول دعمها لغزة وإن كان لها أنشطة في مساعدة الناس هناك.
وتذكر الهاشم أن المستوطنين وشرطة الاحتلال دوما يحاولون إهانتهم وبث الذعر فيهم، وترهيبهم وكتابة عبارات عنصرية على جدارن الشوارع ضد غزة، مؤكدة أن دعم فلسطينيي الداخل ليس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأهل القطاع يعرفون ذلك جيدا. وفق قولها.
وتتنبأ أن يثور الناس في الداخل المحتل بشكل علني، وسيحدث انقلاب جديد ستكون عاقبته وخيمة على المحتل.