الاحتلال يتعمد حرماننا من الوقود والمعدات لمنعنا من إنقاذ المواطنين
نشعر بالعجز عند حدوث أكثر من استهدف في وقت واحد
الاحتلال يتعمد تعدد الاستهداف في ذات اللحظة لخلق حالة صعبة أمامنا
سجلنا ارتفاعًا في استهداف مراكز الإيواء مؤخرا
قال الرائد محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني بغزة إن عملهم مهدد بالتوقف في أي لحظة نتيجة منع إدخال الوقود، موضحا أن الجهاز يعاني بالأساس من ضعف في الإمكانيات وتهالك في المعدات من قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وذكر أن جهاز الدفاع المدني يشتكي من عجز واضح في الوقود منذ ثلاثة أشهر بعد نفاد المخزون، موضحا أن العمل يجري بتبرعات من المواطنين بالحد الأدنى، وهو أمر لا يلبي حاجة العمل الكبيرة، لافتا إلى حاجتهم لإمداد مستمر من الوقود.
ودعا خلال حديثه لـ "الرسالة نت"، بصل للتدخل من المؤسسات الدولية المعنية على غرار ما جرى في المستشفيات والمخابز كون الدفاع المدني جهة خدماتية إنسانية لا غنى عن عملها، خاصة وأنهم أصبحوا غير قادرين على تلبية نداءات المواطنين بسبب فقدان الوقود.
وأكد أن الاحتلال استهدف 80% من مقدراتهم ما شكل عجزا حقيقا في القدرة على العمل، مشيرا إلى أن كل صاروخ يسقط على قطاع غزة يجب أن يكون الدفاع المدني المستجيب الأول ما يعني عدد هائل من المهام وجهد كبير يبذل من الطواقم في الميدان في ظل غياب أي إمكانيات للعمل.
ووفق بصل فإن جهازه لا يملك سوى سيارتين في مدينة غزة، فيما تعمل محافظة الشمال بسيارة إطفاء وأخرى للإنقاذ وهو عدد لا يتناسب مع حجم الاستهداف (الإسرائيلي).
وبين أن طواقمهم لا تستطيع تلبية نداءات المواطنين في حال وجود أكثر من استهداف بسبب منع الوقود، في حين أن عامل الوقت والسرعة والجودة مهم للمواطنين خاصة لمن هم تحت الانقاض.
وقال بصل :" نشعر بالأسى حين نضطر لترك المواطنين تحت الأنقاض لعدم وجود الإمكانيات لدينا لإخراجهم فنحن لا نملك المعدات اللازمة للعمل ولا الوقود".
وأضاف: خاطبنا العالم لآلاف المرات لكن لم يتدخل أحد شرحنا معاناتنا للجهات الدولية الاحتلال يعتبر أننا جهة حكومية وليس خدماتية لذا يحرمنا من أي إمكانيات.
وتابع:" هناك فيتو )إسرائيلي( لمنعنا من القيام بواجبنا لان مهامنا تدعم الجبهة الداخلية والجيش يتعمد ارباكها وايقاع أكبر عدد من الشهداء والقضاء على أي فرص لإنقاذ المواطنين لذا يمنع المعدات والوقود" .
ويقول الناطق باسم جهاز الدفاع المدني إنهم يشعرون بالعجز في حال حدوث أكثر من استهداف في وقت واحد، متسائلا: من أين نأتي بمعدات لتغطية هذا الكم من المهام في الوقت الذي تحتاج المهمة الواحدة لساعات لأننا نعمل بشكل يدوي؟
وحول ملاحظاتهم على جرائم الاحتلال التي جرت مؤخرا سجل بصل تعمد الاحتلال مؤخرا تعدد الاستهدافات في ذات اللحظة لخلق حالة صعبة لطواقم الدفاع المدني ولوقوع أكبر عدد من الضحايا، وليفقد الجرحى حياتهم وهم تحت الأنقاض.
وبين أن الدفاع المدني سجل خلال الأسبوع الأخير استخدام الاحتلال القنابل الكبيرة والتي تدمر المنطقة بشكل كامل وهو ما كان متبع بداية الحرب على القطاع.
ويشدد بصل أن تلك القنابل تحول الشهداء والمنازل إلى رماد فيصعب انتشال الشهداء او العثور عليهم، مشيرا إلى أن الاحتلال استهدف في ذات المرات مربع سكني في حي الشجاعية بمساحة 200 متر بعشرة قنابل وهو ما أدى لاختفاء 500 مواطن بشكل كامل وتحولهم إلى رماد.
وقال إن طواقمه واجهت خلال الأسبوع الأخير ارتفاعا كبيرا في عمليات استهداف مراكز إيواء النازحين والعيادات الصحية ومقدمي الخدمة الإنسانية ومنازل المواطنين المأهولة بالسكان وهو ما يعني أن الاحتلال ينتهج سياسة الإبادة الجماعية.
ويؤكد الناطق باسم الدفاع المدني أن طواقمهم تعاني من وضع نفسي صعب فهم يمرون بجرائم غير مسبوقة في تاريخ البشرية فواجهوا خلال عملهم جثث متحللة وأخرى مقطعة، واستهداف للأطفال والنساء والأطفال، مبينا أن هناك 10 الاف مواطن تحت الركام 70% منهم من الأطفال والنساء
وعن جرائم الاحتلال خلال الاجتياح البري قال بصل كل المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية في العمليات البرية وجدنا فيها أبشع الجرائم ، واعتمد الاحتلال سياسة التدمير الكامل للمربعات السكنية".
وأضاف: الاحتلال إن لم يدمر المنازل بشكل كلي كان يستهدف الأعمدة لتصبح غير صالحة للسكن، كما أستهدف أبار المياه والصرف الصحي والبنية التحتية للمدارس ليقضي على أي إمكانيات للعودة للحياة في المنطقة".
وبحسب بصل فإن جهازه لا يملك أي مقومات للعمل ما بعد الحرب، لذا يحتاج لتجهيزات كاملة بعد القضاء عليه بشكل كلي.