حركة المقاطعة تُعدّ من الأشكال الرئيسية للمقاومة الشعبية الفلسطينية
تصعيد المقاطعة للضغط من أجل وقف فوري للعدوان على قطاع غزة
قبل السابع من أكتوبر كانت حملات المقاطعة لـ (إسرائيل) في فلسطين ومن يدعم قضيتها بشكل مقبول إلى حد ما، لكن حين بدأ طوفان الأقصى ارتفعت أسهمها لدى الشعوب التي تدعم حكوماتها الاحتلال، حيث زاد الوعي لدى العالم وكل ذلك بفعل جرائم الاحتلال التي فضحت عنصريته وإجرامه.
ومنذ تسعة شهور، استخدمت المقاطعة كسلاح اقتصادي أثر بشكل كبير على المنتوجات (الإسرائيلية)، فحجم الوعي كبير، حيث بات يعتبر كل داعم للقضية الفلسطينية شراء أي منتج يدعم الاحتلال هو شراء رصاصة تخترق جسد طفل صغير، أو مدني أعزل.
حاور موقع (الرسالة نت) محمود نواجعة المنسق العام لحركة مقاطعة (إسرائيل) BDS، للحديث أكثر عن تأثير حملات المقاطعة وقت الحرب ومدى الاستجابة لها، وأبرز الأدوات التي تم الاعتماد عليها.
تصعيد حملات الحظر العسكري عالمياً
يقول نواجعة:" منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على شعبنا في قطاع غزة، دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة (إسرائيل)، لأوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة BDS، للمشاركة في كافة الفعاليات والحملات الشعبية المُساندة لأهلنا في قطاع غزّة، والاستمرار في الحشد والضغط".
وذكر أن من أبرز مطالب حركة مقاطعة (إسرائيل) وقف العدوان (إطلاق النار) الفوريّ وفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الطارئة لقطاع غزة بشكل فوري بما يشمل الوقود والكهرباء وتوفير الحماية الدولية للمواطنين.
وأشار إلى أن الحركة عملت بجانب ما سبق على تعزيز حملات مقاطعة (إسرائيل) على كل الأصعدة، بدءاً بمقاطعة الشركات المتورطة في نظام الاستعمار والأبارتهايد (الإسرائيلي)، ووصولاً للمقاطعة الأكاديمية والثقافية والفنية والرياضية لهذا العدوّ، بالإضافة لتكثيف حملات التصدي الشعبي لكل أشكال التطبيع في الوطن العربي وتصعيد حملات الحظر العسكري عالمياً، وحشد النشطاء وتزويدهم بأدوات فعالة للضغط على صناع القرار في بلدانهم.
وذكر نواجعة أن حملات المقاطعة حظيت بتفاعل كبير منذ بداية حرب الإبادة (الإسرائيلية) ضد غزة في السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن حركته لمست نهوضا جماهيريا واسعا يهدف إلى تدفيع جميع الشركات المتواطئة في الجرائم (الإسرائيلية) ثمن تواطؤها، من خلال تفعيل سلاح المقاطعة ضد الجهات التي أيدت إبادة الشعب في قطاع غزة المحاصر.
أبرز الحملات المستهدفة لنشر الوعي
وأكد أن لديهم الآن أرضية شعبية خصبة لنشر الوعي حول الحملات المستهدفة التي تعمل عليها حركة مقاطعة (إسرائيل) (BDS) والتي تعني التركيز على عدد محدّد من الأهداف الأكثر تواطؤاً والأكثر أهمية، من أجل مضاعفة الأثر، سواء كانت في أوقات تصعيد الحرب على الشعب الفلسطيني أم لا، لا على المقاطعة غير المستهدفة.
ولفت نواجعة إلى أن الحركة التي يعمل بها أطلقت نداء لمقاطعة "كارفور" – مجمع تجاري يدعم الاحتلال- بسبب تواطؤها في جرائم الاحتلال، موضحا أن دور "كارفور" برز خلال العدوان الإبادي الجاري عبر التبرع بآلاف الشحنات الشخصية لجنود جيش الاحتلال.
كما وتطرق إلى مبادرات شعبية كان لها تأثيرا دوليا كما جرى مع حملات مقاطعة شعبيّة وعضويّة ضد "ماكدونالدز" حول العالم، ما دفع باللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة (إسرائيل) للاستجابة لهذه الدعوات وتأييد حملة مقاطعة "ماكدونالدز" لتدفيعها ثمن تأييدها وتورّطها في الانتهاكات (الإسرائيلية) الجسيمة للقانون الدولي.
كما ذكر نواجعة أن حركة المقاطعة أرغمت "ماكدونالدز" لاحقاً بإسقاط دعوى الترهيب التي رفعتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي ضدّ مجموعة المقاطعة في ماليزيا (BDS Malaysia)، متهمة المجموعة بـ "التشهير" ومطالبةً بتعويضات تفوق المليون دولار.
ويقول:" أعلن المدير المالي للشركة أنها فشلت في تحقيق مبيعاتها المستهدفة لأول مرة منذ سنوات، ويرجع ذلك إلى حملات المقاطعة المتنامية ضدها"، مضيفا: "المبيعات الدولية ستنخفض تباعاً في الربع الحالي، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة 2% في التعاملات المبكرة".
ويتابع:" يرتفع الزخم لتفعيل أداة المقاطعة في أوقات التصعيد لأنها من أهم أشكال الكفاح الشعبي التي يستطيع الجميع أن يمارسه بسهولة، فحركة المقاطعة اليوم تُعدّ من الأشكال الرئيسية للمقاومة الشعبية والمدنية الفلسطينية، كما تعتبر أهم حركة تضامن عالمية على الإطلاق مع نضال شعبنا من أجل حقوقنا غير القابلة للتصرف، وأهمها تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرر من الاستعمار".
والجدير ذكره أن حركة المقاطعة (BDS) تعمل طوال الوقت - لا فقط في أوقات تصاعد الجرائم ضد الشعب الفلسطيني - على إنهاء تواطؤ الدول والشركات والمؤسسات والأفراد في نظام الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي من خلال بناء القوة من الأسفل إلى الأعلى وإعادة ربط النضال التحرري الفلسطيني مع نضالات أخرى حول العالم من أجل العدالة الاجتماعيّة والعرقيّة والاقتصاديّة والبيئيّة والجندرية وغيرها.
ويختم نواجعه حديثه:" تبني الحركة تحالفات تقاطعيّة واسعة حول العالم، مكّنتها من مضاعفة التضامن مع فلسطين وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بين أوساط النقابات العمالية والأطر الفنية والأكاديمية وفي أوساط بعض أكبر صناديق الاستثمار في العالم وبين الحركات الاجتماعية الأوسع في العالم"، متابعا: وفي هذا الوقت بالذات تدعو حركة مقاطعة (إسرائيل) (BDS) إلى تصعيد حملات المقاطعة والضغط من أجل وقف فوري للعدوان على قطاع غزة والإبادة الجماعية التي يواجهها أبناء شعبنا.