المحافظة الوسطى- خاص الرسالة نت
"كل مرة بقدر أنقل فيها مصابين وبسلمهم للطاقم الطبي بالمستشفى وهما عايشين بشعر بالرضا"، قالها باسم وتنهد طويلا، ثم أضاف "لو ما عملت هيك كل المصابين حيستشهدوا، الاتصالات منقطعة والإسعاف ما بقدر يحدد مكان الاستهداف".
طال أمد الحرب ولم يستثن الاحتلال الإسرائيلي بشرا ولا حجرا، فمن نجى من الموت لم ينج من العقاب الجماعي الذي امتد لعزل غزة عن العالم عن طريق قطع الإنترنت والاتصال لفترات طويلة.
مع كل انقطاع لشبكات الاتصال والإنترنت تشن (إسرائيل) غارات قاسية على قطاع غزة تستهدف فبها البيوت على رؤوس ساكنيها، ومع سماع الانفجارات يهرع الجيران لمكان الاستهداف لعلهم ينقذون أحدًا من الموت، إلا أنهم يقفون حائرين دون وجود طواقم الإسعاف فيضطرون لاستخدام عربات تجرها الدواب لنقل المصابين والشهداء ولبعد المسافات بعض المصابين يفقدون حياتهم في الطريق.
تكرر الأمر مرات عديدة وفقدت كثير من الأرواح بسبب طول الطريق وبطء العربات التي تجرها الدواب، الأمر الذي دفع الشاب باسم العثامنة (30عاما) لتحويل سيارته الخاصة إلى إسعاف في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بعد تقطع السبل في التواصل مع طواقم الإسعاف عند استهداف المنازل في مخيمه.
في تفاصيل عمله، يخبرنا باسم أنه في اللحظة التي قرر فيها أن يُسخر سيارته لخدمة مصابين وشهداء المخيم وضع صندوقا فيه بعض من القطن وغيار الجروح لعل المرافقين للمصابين يتمكنون من إيقاف نزيف أحد المصابين في الطريق، بينما هو يقود سيارته مسرعاً، فمهمته الأولى هي إيصال المصابين والشهداء إلى مشفى شهداء الأقصى، والمهمة الثانية إخبار نقطة الإسعاف في المشفى عن مكان الاستهداف لتلحق به وتساعده في نقل ما تبقى.
تلعثم باسم قبل الإجابة عن أصعب ما مر به خلال عمله وأجاب "كل من أنقذهم هم أبناء مخيمي فإما أن يكونوا أقارب أو جيران فما أصعب أن أحملهم شهداء ومصابين بين يدي".
يكمل حديثه عن خطورة عمله "بعض الأحيان يقوم الاحتلال باستهداف المكان مرة أخرى بعد تجمع الناس وأحيان يستهدف الطرقات، فليس غريبًا أن يستهدف سيارتي التي أنقل فيها الشهداء فأصبح واحدًا منهم"،
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 131 سيارة إسعاف وأخرج 33 مشفى عن الخدمة في قطاع غزة خلال حربه المستمرة.